غاية الأمر يكون التوسل في صورة العجز غير مفيد لا يتسم بالشرك بالشرك، فلو افترضنا أن الأنبياء والأئمة في حال الممات غير قادرين على شيء فدعاؤهم والتوسل بهم مع كونهم عاجزين لا يجعل العمل شركا بل يجعله لغواً، مع أن أصل المبنى باطل أي أنهم غير قادرين في حال الممات. 4 ـ طلب الشفاعة من الأنبياء أو النبي الأكرم ليس شركا لأنه يطلبها منه بقيد أنّه عبد مأذون لـه لا أنّه مفوض إليه أمرها، وفي الواقع أما أن يكون مأذونا له فيشفع وأما أن يكون الطلب لغوا. الاستغاثة بالأرواح المقدسة ليست إلاّ كالاستغاثة بهم في حال حياتهم، فهي على وجه يتسم بالشرك من غير فرق بين حالي الحياة والممات ولا يتسم به على وجه آخر كذلك، فلو استغاثة بما أنّه عبد أقدره الله تعالى على الإجابة حيا وميتا يكون من قبيل التوسل بالأسباب، وأن استغاثة بما أنّه اله أو ربّ يقوم بالاستغاثة أصالة واستقلالاً وأنه فوض إليه حياة المستغيث عاجلا وآجلا فهو شرك من غير فرق بين الحالتين. هذا خلاصة البحث حول حصر العبادة بالله سبحانه وإذا أمعنت النظر فيما ذكرنا تقدر على القضاء على ما آثاره بعض المناهج الفكرية في الأوساط الإسلاميّة حول هذه الأمور ونسب جل المسلمين إلى الشرك في العبادة مع أنهم عن الشرك بمنأى. حصر الاستعانة في الله: هذه هي المسألة الثانية التي طرحت في صدر المقال وقلنا أن المسلمين في أقطار العالم يحصرون الاستعانة في الله سبحانه ومع ذلك أنهم يستعينون بالأسباب العادية جريا على القاعدة السائدة بين العقلاء ولا يرونه مخالفا للحصر كما أن المتوسلين بأرواح الأنبياء يستعينون بهم في مشاهدهم ومزاراتهم. أفهذا يضاد حصر الاستعانة في الله أو أن