المشركين كانوا يعتقدون بأن لهذه الأوثان دخلا في تدبير شؤون الكون وحياة الإنسان. نتيجة البحث: إذا وقفنا على أن مقوم العبادة عبارة عن اعتقاد السائل والخاضع والداعي أو المنادي بأن المسؤول والمخضوع له «إله» و«ربّ» يملك شيئا مما يرجع إليه في عاجله أو آجله، في مسيره ومصيره، وأنه يقوم بذلك لكونه خالقا أو مفوضا إليه من جانب الخالق فيقوم على وجه الاستقلال والأصالة، نستطيع أن نقضي في الأعمال التي يقوم بها أشياع الأنبياء ومحبوهم بأنها ليست عبادة أبداً وإنّما هي من مصاديق التكريم والاحترام وأن بلغت نهاية التذلل. أنها لا تنطلق عن اعتقاد الخاضع بألوهية النبي لا ربوبيتة بل تنطلق عن الاعتقاد بكونهم عباد الله الصالحين وعباده المكرمين الّذين لا يعصون الله وهم بأمره يعملون، نظير: 1 ـ تقبيل الأضرحة وأبواب المشاهد التي تضم أجساد الأنبياء والأولياء، فإن ذلك ليس عبادة لصاحب القبر والمشهد لفقدان عنصر العبادة فيما يفعله الإنسان من التقبيل واللمس وما شابه ذلك. 2 ـ إقامة الصلاة عند المشاهد تبركا بالموضع الذي تضمن جسد النبي أو الإمام كما تبرك بالصلاة عند مقام إبراهيم اتباعاً لقوله تعالى: ]..واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى..[(1). 3 ـ التوسل بالنبي سواء كان توسلا بذاته وشخصه، أو بمقامه وشخصيته أو بدعائه في حال حياته ومماته فإن ذلك كله لا يكون عبادة لعدم الاعتقاد بألوهية النبي ولا ربوبيته ويعد من التوسل بالأسباب سواء كان المدعو قادرا على إنجاز العمل أو عاجزا.