3 ـ ]قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً[(1).فإن ابتغاء السبيل إلى ذي العرش من لوازم تعدد الخالق المدبر المتصرف أو من بيده أزمة أمور الكون أو غير ذلك مما يرسمه في ذهننا معنى الألوهية، وأما تعدد المعبود فلا يلازم ذلك إلاّ بالتكليف الذي أشرنا إليه فيما سبق. 4 ـ ]إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون. لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها..[(2) والآية تستدل من ورود الأصنام والأوثان النار على كونها غير آلهة إذ لو كانت آلهة ما وردت النار. والاستدلال إنّما يتم لو فسرنا الآلهة بما أشرنا إليه، فإن خالق العالم أو مدبره والمتصرف فيه أو من فوض إليه أو أفعال الله أجل من أن يحكم عليه بالنار أو أن يكون حصب جهنم. وهذا بخلاف ما إذا جعلناه بمعنى المعبود فلا يتم البرهان لأن المفروض أنها كانت معبودات وقد جعلت حصب جهنم. ولو أمعنت في الآيات التي ورد فيها لفظ الإله والآلهة لقدرت على استظهار ما اخترناه. حصيلة البحث أن العبادة عبارة عن الخضوع الصادر عمن يتخذه الخاضع إلهاً وما ذكرناه على وجه التفصيل هو الذي أفرغه الشيخ جواد البلاغي في قالب التعريف وقال: العبادة ما يرونه مشعراً بالخضوع لمن يتخذه الخاضع إلها ليوفيه بذلك ما يراه له من حق الامتياز بالألوهية(3).