لمحو هذا الشعب المسلم من الوجود في أوساطها فإنها ستخسر وستندم في المستقبل لفقد لغة التفاهم بينها وبين الشعوب الإسلاميّة، بالرغم من عدم وجود الدولة الإسلاميّة الكبيرة في هذا العصر، فإن لهذه الأمة المصادر الروحية والمادية الكبيرة لصحوتها مرة أخرى. النظر إلى المستقبل: وبعد أن أجمع السياسيون على أنّه ليس أمام سلاح القوة وزن للقيم الدولية، والمواقف المتلاعبة في الأوساط الدولية تجاه قضية الإسلام والمسلمين مثل قضية سلمان رشدي، وقضية البوسنة والهرسك وقضية فلسطين وغيرها كثير. فالحقيقة في الأزمات كلها بين الإسلام والكفر وبين المسلمين والصليبين. وأما جانب أكثر الحكومات في الأراضي الإسلاميّة غائب غياب أصحاب الكهف أو ساكت سكوت أهل القبور، ولقد صدق فينا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان: «تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟، قال ـ صلى الله عليه وآله ـ: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من صدور أعدائكم وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟. قال ـ صلى الله عليه وآله ـ: حب الدنيا وكراهية الموت». فإن العدوان الصليبي الحاقد لن ينسى تاريخه القديم ولم يقدر الفرق بينه وبين الفتح الإسلامي العادل. ونرى في هذه الأيام أن الأرض قد ضاقت بأهلها وأخرجت منها رجالها والتهمت ديار الإسلام والمسلمين شرقاً وغرباً. ولا ندري على من تكون الكرة غداً؟ ولكن الله وعدنا ـ ويجب أن نؤمن بوعده وهو أبداً لا يخلف الميعاد ـ أن النصر مع الصبر وان مع العسر يسراً.