الصراع في البلقان: أنّ عدالة الإسلام في الحكم وتسامحه في الفتوحات وعدم إكراهه في الدين لا تزيل الحقد الدفين من قلوب اليهود والنصارى... قال تعالى: ?ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتّى تتبع ملتهم...?(1) فحدث الصراع المتواصل بين الإسلام والمسيحية في أوروبا ومنها البلقان، وتجاهل أهلها المسيحيون الفرق الشاسع بين الفتح الإسلامي والاستعمار. فالصراع مستمر في البلقان حيث شن الصليبيون حروباً متتالية ضد الخلافة العثمانية وحاولوا السيطرة على ولاياتها في البلقان، وفي عهد ضعفها استولت عليها المملكة النمساوية المجرية وحدث اضطهاد عنيف لإكراه المسلمين حتّى يرتدوا عن دينهم. ومما يدل على إخلاص المسلمين في البلقان لهذا الدين وخضوعهم لتعاليمه أنهم لم يتركوا هذا الدين مهما جرى من أحداث عليهم وعلى حريتهم الدينية. وهاجروا حباً بالإسلام إلى تركيا ووصل عدد المهاجرين إلى ما يزيد على خمسة ملايين، وبقي من لم يستطع الهجرة يدافع عن دينه أجيالا إلى هذا العصر. والواقع المعاصر يدل على استمرار العداوة والصراع، والمسيحيون في الغرب لايسمحون بالوجود الإسلامي في أوروبا ولو كانوا في هذا العصر الذي لا يثقون بالمسيحية وهم يدعو إلى الحرية في جميع المجالات ويتقبلون انهيار الشيوعية والاشتراكية ولكنهم لا يقبلون الحرية للإسلام. فإن ما حدث في البلقان في الآونة الأخيرة يدل على بقية العداوة الصليبية للإسلام والمسلمين التي وصلت إلى المستوى الدولي مهما كانت المحاولات التي حاولوها. وهناك أمور واضحة تدل على ذلك: