قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ?(1) إضافة إلى قولـه تعالى: ?لا إكراه في الدين...?(2) وقوله تعالى: ?ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن إلاّ الّذين ظلموا منهم...?(3). ومهما كانت الحرب مفروضة علينا لمواجهتهم فإن إسلامنا ينهانا عن الاعتداء على الحقوق الدينية والشخصية في الحرب وبعدها، وعن إكراههم في الدين، ويأمرنا بقبولهم أهل ذمة أو عهد مع أداء الواجب في تطبيق العدالة والتسامح، لهم مالنا وعليهم ما علينا. وهذا كله جرى في الحكومة النبوية في المدينة وما بعدها في الخلافة الراشدة وغير الراشدة الضعيفة والى وقت غياب الحكومة الإسلاميّة فإن الإسلام الراسخ في قلوب رجاله ونسائه يجعل الأقليات غير الإسلاميّة تعيش عيشة مطمئنة آمنة في أوساط المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي. فقارن بينه وبين مصير المسلمين إذا كانوا أقلية في بلاد غيرهم كالهند، وقبرص، وبورما وغيرها فيا أهل الكتاب، ويا أهل أوروبا المسيحيين قارنوا بينها وبين الحروب الصليبية التي شننتموها علينا، ومازلنا نؤكد أن الحروب الصليبية وما جري فيها، ومنها ما يثبته تاريخهم وما جرى منهم عند دخولهم القدس من ذبح سبعين ألف مسلم في المسجد الأقصى من استئصالهم شأفة المسلمين من الأندلس وقضى الاروبييون على كلّ أثر للإسلام في أوروبا ولم يرضوا أن يبقى فيها مسلم واحد، والفرق بعيد بينهم وبين الأتراك الّذين يقال أنهم برابرة ولكنهم تركوا ملايين المسيحيين وكنائسهم في أوروبا التي استولوا عليها ومنها البلقان.