اكثر علماء أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية ولكن خالفهم جمهور المعتزلة وجعلوا الكرامات من خصائص الأنبياء ـ عليهم السلام ـ. قال الإمام الرازي: «الكرامات جائزة عندنا، خلافاً للمعتزلة والأستاذ أبي إسحاق منا، لنا التمسك بقصة مريم وآصف، ثم تتميز الكرامات عن المعجزات بتحدي النبوة»(1). وقال العضدي: أنها(الكرامات) جائزة عندنا واقعة خلافاً للأستاذ أبي إسحاق والحليمي منا وغير أبي الحسين من المعتزلة، لنا: أما جوازها فظاهر على أصولنا، وأما وقوعها فلقصة مريم، وقصة أصحاب الكهف، وشيء منها لم يكن معجزة لفقد شرطه، وهو مقارنة الدعوى والتحدي»(2). وقال الإمام أبو جعفر النسفي: «وكرامات الأولياء حق، فتظهر الكرامات على طريق نقض العادة للولي من قطع المسافة البعيدة في المدة القليلة وظهور الطعام والشراب واللباس عند الحاجة، والمشي على الماء والطيران في الهواء وكلام الجماد والعجماء، واندفاع التوجه من البلاء وكفاية المهم عن الأعداء وغير ذلك» وقال التفتازاني في شرح كلامه: «الولي هو العارف بالله تعالى وصفاته حسب ما يمكن، المواظب على الطاعات، المجتنب عن المعاصي، المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات، وكرامته ظهور أمر خارق للعادة من قبله غير مقارن لدعوى النبوة، فما لا يكون مقروناً بالإيمان والعمل الصالح يكون استدراجاً، وما يكون مقروناً بدعوى النبوة يكون معجزة. والدليل على حقية الكرامة ما تواتر من كثير من الصحابة ومن بعدهم بحيث لا يمكن انكاره، خصوصاً الأمر المشترك وأن كانت التفاصيل آحاداً، وأيضاً الكتاب