أو سعيد، ومن يكون في النار حطباً أو في الجنان للنبيين مرافقاً، فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلاّ الله، وما سوى ذلك فعلم الله نبيه فعلمنيه، ودعا لي بأن يعيه صدري، وتضطم عليه جوانحي»(1) قال المحقق البحراني: «أن المراد بعلم الغيب هو العلم الذي لا يكون مستفاداً عن سبب يفيده وذلك إنّما يصدق في حق الله تعالى إذ كلّ علم لذي علم علاه فهو مستفاد من وجوده أما بواسطة أو بغير واسطة فلا يكون علم غيب وأن كان اطلاعاً على أمر غيبي لا يتأهل للاطلاع عليه كلّ الناس، بل يختص بنفوس خصت بعناية الهية، كما قال تعالى: ?عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلاّ من ارتضى من رسول...?(2) وقال العلامة الطبرسي: «لا نعلم أحداً منهم ـ الإمامية الاثني عشرية ـ استجاز الوصف بعلم الغيب لأحد من الخلق، وإنّما يستحق الوصف بذلك من يعلم جميع المعلومات لا بعلم مستفاد وهذا صفة القديم سبحانه العالم بذاته لا يشركه فيه أحد من المخلوقين ومن اعتقد أن غير الله يشركه في هذه الصفة فهو خارج عن ملة الإسلام. وأما ما نقل عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ورواه عنه الخاص والعام من الأخبار بالغائبات في خطب الملاحم وغيرها كإخباره عن صاحب الزنج، وعن ولاية مروان بن الحكم وأولاده، وما نقل في هذا الفن عن أئمة الهدى ـ عليهم السلام ـ فإن جميع ذلك متلقي من النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ مما اطلعه الله عليه. فلا معنى لنسبة من روى عنهم هذه الأخبار المشهورة إلى أنّه يعتقد كونهم عالمين بالغيب، وهل هذا الاّ سبّ قبيح وتضليل لهم بل تكفير، ولا يرتضيه من هو بالمذاهب خبير؟»(3).