وقال سبحانه: ?قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق؟ قل الله يهدي للحق..?(1). ?أم هم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله...?(2). ?... وهو العزيز الغفور?(3). ?قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض...?(4). وبما تقدم في تفسير حصر الخالقية في الله سبحانه يتضح المراد من اختصاص الربوبية والتدبير بالله تعالى. فليس المراد في التأثير عن الأسباب والعلل مطلقاً، وإبطال قانون السببية، بل المقصود نفي الاستقلال في التأثير. فالأشياء كما هي متعلقة الوجود وقائمة الذوات بوجوده ومشيئته سبحانه كذلك ليس لها أي استقلال فيما يترتب عليها من الآثار. وأيضاً لم يفوض أمر التدبير كلاً أو جزءاً إلى شيء من الأشياء سواء في ذلك الجن والملك، والموجود السماوي والأرضي. والدليل على ذلك: أن القرآن يسند فعلاً واحداً إلى الله والى غيره من الموجودات، فاسند توفي الأنفس إلى الله تعالى وقال: ?.. الله خلقكم ثم يتوفاكم...?(5) وأسندها إلى ملك الموت وقال: ?قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم...?(6). ونسب كتابة ما يفعله الإنسان بخفاء وقال: ?... والله يكتب ما يبيتون...?(7). ونسب أيضاً إلى الملائكة وقال: ?... بلى ورسلنا لديهم يكتبون?(8)، وفي ذلك يقول العلامة الطباطبائي: «الملائكة وسائط بينه تعالى وبين الأشياء بدءاً وعوداً على ما يعطيه القرآن الكريم، بمعنى أنهم أسباب للحوادث فوق الأسباب المادية في العالم المشهود، قبل حلول الموت والانتقال إلى