ثم أنا نحصل من كلامه تعالى على موارد كثيرة يذكر فيها السيئة والظلم والذنب وغيرها ذكر تسليم، فلنقض بضمها إلى ما تقدم بأن هذه المعاني معان وعناوين غير حقيقية لا تلحق الشيء من جهة انتسابه إلى الله سبحانه وخلقه لـه، وإنّما تلحق الموضوع الذي يقوم الأثر والعمل به من جهة وضع أو نسبة أو إضافة، فإن كلّ معصية وظلم فإن معه من سنخه ما ليس بمعصية وإنّما يختلفان من جهة اشتمال أحدهما على مخالفة أمر تشريعي أو عقلي، أو اشتماله على فساد في المجتمع أو نقض لغاية دون الآخر، وتلك أمور وضعية تلحق الأشياء بحسب انطباقها على المصالح والمفاسد الاجتماعية المستعقبة للمدح والذم أو الثواب والعقاب فإنما هي أمور لا تتعدى طور الاجتماع ولا يدخل في دار التكوين أصلاً، إلاّ آثارها التي هي من أقسام الثواب والعقاب مثلاً»(1). 3 ـ التوحيد في الربوبية: نص القرآن الكريم على أن الله سبحانه هو رب كلّ شيء ومدبره، خلق الأشياء ثم هداها إلى غاياتها وجهزها بالأدوات اللازمة لحياتها، وأن هذه الربوبية من شؤون ألوهيته ومالكيته للأشياء، قال سبحانه: ?الحمد لله رب العالمين?(2). ?قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كلّ شيء..?(3). ?ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين?(4). ?...ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلاّ هو...?(5).