?الله خالق كلّ شيء وهو على كلّ شيء وكيل?(1). ?ذلكم الله ربكم خالق كلّ شيء لا إله إلاّ هو...?(2). ?أفرأيتم ما تمنون * أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون?(3). معنى حصر الخالقية في الله سبحانه: لا يعني باختصاص الخالقية بالله تعالى، نفي السببية والفاعلية عن الإنسان وغيره من الأشياء فيما يصدر منها من الآثار والأفعال. فإن القرآن نفسه يسند إلى الإنسان أفعالا ويعده مسؤولاً في قبالها، مثاباً ومعاقباً عليها، كما يسند إلى الظواهر الطبيعية أفعالا وآثاراً تخصها، وهذا واصح لكل من لـه إلمام بالقرآن الكريم ولا نرى حاجة إلى ذكر نماذج له. فالمقصود بانحصار الخالقية في الله تعالى أمران: أحدهما: أعداء وجود الأشياء، والآخر: الاستقلال في الفعل والتأثير، لا مطلق الفاعلية والتأثير ولو على سبيل التابعية من جانبه سبحانه، حتّى ينافي قانون السببية العام أولاً، وفاعلية الإنسان، وتأثيره في أفعاله الإرادية ثانياً، وهذان من الأصول التي توافق على قبولها الحس والعلم والبرهان والقرآن فبإنكار قانون السببية ينسد باب إثبات وجود الله تعالى، كما أن إنكار تأثير الإنسان في أفعاله يؤدي إلى الجبر الباطل. يقول العلامة الطباطبائي: «القرآن ينظم النظام الموجود مثل ما ينتظم عند حواسنا وتؤيده عقولنا بما شفعت به من التجارب، وهو أن أجزاء هذا النظام على اختلاف هوياتهم وأنواعها فعالة بأفعالها، مؤثرة متأثرة في غيرها ومن غيرها، وبذلك يلتئم النظام الموجود الذي لكل جزء منها ارتباط تام بكل جزء، وهذا هو قانون العلية العام في الأشياء، وهو أن كلّ ما يجوز لـه في نفسه أن يوجد وأن لا يوجد فهو إنّما يوجد عن غيره.