فيه كل دعاة الحداثة الغربية في حقل الشؤون النسوية. وتلاميذه من أمثال الشهيد مطهري وآية الله الخامنئي وآية الله الشهيد بهشتي والدكتور باهنر والدكتور مفتح دخلوا الساحات الحساسة قبل الثورة وكانوا طليعيين في الجامعات وفي نقابات الأطباء والمهندسين وتجمعات الطلبة والعمال. لقد حاول اليساريون أن يجدوا لهم موضع قدم في إيران مستفيدين من عداء الشعب الايراني لأميركا، لكن الإمام جعل من أميركا الشيطان الأكبر، ووجه كل القوى لمحاربته وخاصة في المجال السياسي والثقافي، مما فوّت الفرصة على المزايدين. وبعد انتصار الثورة أقيم النظام النيابي المبتني على الشورى الإسلامية، مما جعل إيران في مقدمة الدول التي تستند إلى إرادة الجماهير. وأقر الدستور الايراني الذي يعد أكبر صياغة قانونية إسلامية للمجتمع الإسلامي الذي يحافظ على كرامة الإنسان وعزته ويوفر له جميع سبل تكامله ورشده. وأقر المشروع الثقافي من قبل المجلس الاعلى للثورة الثقافية، وفيه منهج تفصيلي لتطوير الفنون والآداب والعلوم والدراسات والبحوث، من أجل إثراء المسيرة الحضارية للدولة الإسلامية. وأمام هذه التجربة الرائدة تحركت القوى المعادية التي لا تسعدها العودة الحضارية لهذه الأمة بمحاولات تخريبية ثقافية هائلة باسم (العولمة) تارة وباسم (الحداثة) تارة أخرى، وباسم (القرية الكبيرة) وغيرها من الأسماء، وراح المنظرون الاستراتيجيون يرسمون خطط المواجهة في اطار ما أسموه (صراع الحضارات). كل ذلك من أجل مواجهة ظاهرة بدأت تغطّي كل العالم الإسلامي في العقود الأخيرة، وهي ظاهرة الصحوة الإسلامية والنهوض من أجل استعادة الدور الحضاري لهذه الأمة. أخلص من كلامي إلى النتائج التالية: أولاً: إن المفكرين في عالمنا الإسلامي يجب أن يتعاملوا مع الحداثة بأنها ظاهرة ايجابية فطرية، مع التنبيه على الفرق بين الإبداع والبدعة. ثانياً: يجب أن ينصب اهتمام كل المفكرين المبدأيين على استعادة دورنا الحضاري على الساحة، وعلى تحريك المشروع الحضاري لهذه الأمة، وبدونه فإن كل مظاهر حياتنا ستبقى سطحية لا تتجاوز القشور، أو الأزياء كما قال بعضهم.