لطفي السيد ومنصور فهمي وإسماعيل مظهر وأمثالهم من تلاميذ كرومر البريطاني. ولكن ظهر في الرعيل الذي رباه السيد جمال الدين الأسد آبادي (المعروف بالأفغاني) من استطاع ان يبين خطر هذه الدعوة على وجود الأمة وهويتها.(1 ) وفي إيران برزت نفس الخطورة حين ظهر المتغربون يدعون إلى خروج إيران من دائرة الحضارة الإسلامية، وانضمامها إلى الدائرة الأوروبية، والى الغاء الخط العربي وحذف المفردات العربية من اللغة الفارسية، والى إزالة كل المظاهر الإسلامية بما في ذلك العمامة والزيّ الإسلامي للمرأة من أمثال: ملكم خان، ورضاخان، وآخوندزاده(1 ). ولكن ظهر أمام هؤلاء تيار قادته الحوزة العلمية يؤكد على ضرورة العودة إلى حركتنا الحضارية وعلى الهوية الإسلامية لايران والثقافة الايرانية، وعلى خطورة كل دعوة تسيء إلى هذه الهوية. ولعل هذه الأصوات المتغربة المهزومة من دعاة الحداثة هي التي دفعت بمجمع الفقه الإسلامي لاصدار قراره المرقم 9/3/11 بشأن الحداثة ووصفها بأنها (مذهب الحادي).(2 ) تجربة الجمهورية الإسلامية تجاه الحداثة الجمهورية الإسلامية الايرانية وليدة تيار فكري وعملي آمن بالمشروع الحضاري الإسلامي، وتحرك على طريق تحقيقه، وفي هذه الحركة الحضارية استطاع ان يستوعب المستجدات في إطار التنظيم السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وأن يواكب مسيرة الفنون والآداب مع المحافظة الصارمة العلمية الاجتهادية على القيم والمبادئ الإسلامية. دعوة الإمام الخميني (رضي الله عنه) قامت على أساس تحقيق كل أماني الشعب وتطلعاته إلى الحرية والاستقلال من جهة والى بناء دولة على أسس من القرآن والسنة من جهة أخرى. وسعى كل تلاميذ الإمام في إيران على هذا الطريق جامعين بين الأصالة والمعاصرة، ومؤكدين على ضرورة أن يكون الإسلاميون في طليعة المسيرة الأدبية والفنية والفكرية في البلاد. بل إن حديث الإمام الخميني وتوجيهاته بشأن (المرأة) قد سحب البساط من تحت أرجل كل المنادين بتحرير المرأة، وقدّم لمشاركة المرأة في الشؤون الاجتماعية والسياسية مشروعاً أسكت