اگر غم لشكر انگيزد كه خون عاشقان ريزد من وساقي بهم سازيم وبنيادش براندازيم يدعو الشاعر إلى ملء الأجواء بمظاهر جمال الزهور والرياحين والى ملء الكؤوس بالخمرة الإلهية، من اجل هدم السقف الذي ضربه الفلك على رؤوسنا وبناء صرح جديد لحضارتنا. ويقول: لو أن الهموم جيّشت جيوشها لسفك دم العاشقين فأنا والساقي نشنّ هجوماً عليها وندكّ اساسها. في اشارة إلى ان عشاق الحقيقة لا يملون ولا يسأمون. ودعا المولوي إلى رفض التقليد الأعمى واعتبره أكبر خطر يواجه حياة البشرية. يقول: خلق را تقليد شان برباد داد أي دو صد لعنت بر أين تقليد باد فالبشرية في رأي مولانا جلال الدين قد أضر بها التقليد، ويصب مائتي لعنة على هذا التقليد. متى اصبحت الحداثة خطراً؟ حين تكون المسيرة الحضارية متواصلة متدفقة فإنها تهضم كل جديد وتمثله في جسدها ليتحول إلى طاقة تدفع المسيرة نحو كمالها المنشود. ولكن حين تتوقف تفقد القدرة التجديد الذاتي، ويصبح كل جديد يأتيها من الخارج وبالاً عليها، لأنها لا تستطيع ان تهضمه وتتمثله، فيفرض عليها بكل خلفياته الفكرية والتاريخية، وهي خلفيات لا تتناسب مع المزيج الحضاري التاريخي للأمة. وهكذا وضع الأمة المسلمة منذ أن سقطت أمام الغزو الاستعماري الغربي، استنزفت كل طاقاتها الحركية الحضارية، وأصبحت لا تستطيع ان تستفيد من تجارب الغرب الحضارية، بل تقف منها موقف المنفعل، تثير حولها صخباً وضجة بين مؤيد ومعارض دون ان تستفيد منها شيئاً. شهد العالم العربي موجة منفعلة تجاه الحداثة التي بشر بها الغرب، وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى، وظهر من تنكر لدينه وثقافته ودعا إلى الذوبان في الحضارة الغازية من أمثال: