(الشفاء) و(النجاة) و(الاشارات) و(التعليقات) أحسنه وأمتنه، وهو ما برهن عليه وحققه وبينه. وشرطت على نفسي ألا أفاوضه بغير صنعته، ولا أعانده على لفظ توافقنا على معناه وحقيقته، فلا أكون متكلماً جدلياً أو معانداً سوفسطائياً).(1 ) بهذه الموضوعية والعمق والنهج العلمي كانت عملية التطوير متواصلة، ولكن هذا لا يعني أن كل جديد كان ينظر إليه بأنه أفضل من سابقه بالضرورة، فالمهمّ أن يكون هناك جديد، وإن تعرض هذا الجديد للنقد، كما حدث فعلاً بالنسبة لكتاب مصارعة الفلاسفة، إذ ردّ عليه عالم آخر هو نصير الدين الطوسي في كتابه (مصارع المصارع) وانتصر فيه لآراء ابن سينا. وحين ظهرت الحركة الإخبارية في الفقه لتجمّد عقلية الفقهاء في إطار النصوص ظهرت الحركة الأصولية لترسم للاجتهاد الفقهي منهجاً يفتح الطريق أمام العقل ليمارس دوره في فهم الشريعة على ضوء تطورات الزمان والمكان، وهو المنهج الذي قامت عليه مدرسة أهل بيت رسول الله (ص). وفي الحقل السلوكي حين ظهرت موجة التصوّف التي تدعو إلى العزلة وتقليد المشايخ تقليداً أعمى ثار كبار العرفاء أمثال سعدي وحافظ والمولوي ليرسموا للعرفان طريقاً متحركاً يستهدف تغيير الإنسان والحياة، فذموا الصوفية التي تكتفي بالمظاهر واعتبروها رياءً ونفاقاً. يقول حافظ الشيرازي: غلام همت دردي كشان يك زنگم نه آن گروه كه ازرق لباس ودل سيه اند فالشاعر يظهر ولاءه لأولئك الخالصين المخلصين الذين هم بلون واحد، ويذم المرتدين القباء الأزرق (المتظاهرين بالزهد) بينما هم يحملون قلباً أسود. كما دعوا إلى تجاوز الواقع نحو حياة متجددة متطورة على الدوام، يقول حافظ الشيرازي أيضاً: بيا تا گل برافشانيم ومي در ساغر اندازيم فلك را سقف بشكافيم وطرح نو در اندازيم