الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء، قل إن الامر كلهٌ للّه، يخفون في انفسهم مالا يبدون لك، يقولون لو كان لنا من الامر شيءٌ ما قتلنا هاهنا، قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهِم القتلُ إلى مضاجعهم وليبتـَليَ اللهُ مافي صدوركم وليمحّص مافي قلوبكم والله عليم بذات الصدور). ومن ذلك نفهم بصريح النص: * إن الرسوخ في العلم لا يمكن أن يكون إلا معرفة اجتهاديّة تتحرر من وهم تأويل المتشابه. * والرسوخ في العمل لا يمكن أن يكون إلا عملاً جهاديّاً يتحرر من وهم تحليل القدر. ايها الاخوة. إن المتأمل في تراكمات الفكر الإسلامي وموروثه التاريخي لابد أن يدرك الحاجة لتعلم سنن الحياة والتاريخ والجهد المطلوب لتوحيد الفكر الإسلامي ودراسة التاريخ بتنقية التراث من الموروث، والتوحيد الذي نقصده غير ذلك الذي ينفي التعدد ويصادر الاختلاف الذي ينتجه العقل السوى بقراءته الواعية للنص (القرآن) وفهمه (السنـّة) وشرعيته (الاجماع) وعلاقتهما بوقائع التاريخ، وإنّما المقصود إدراكه في كليته وجدليته هو بتبصر مساره حول محور التوحيد العقدي، وتنقيته من النزاعات والاختلافات ورؤيتها في سياقاتهما التاريخية والمكانية والزمانية. وهذا لن يكون إلا باعتبار التوحيد هو قلب الفكر الإسلامي، أما تاريخ الأمة الإسلامية الذي سمح للعقل المسلم بالتنوع والاجتهاد في النظر الشرعي والخيار الواقعي نقيسه بمقياس النص نقبل ونرد دون تقديس لاحد سوى من أوحى له النص وفهمه (صلى الله عليه وسلم) فهو وحده المعصوم باعتبار حتى فهمه وحي وهو لا ينطق عن الهوى بصريح النص وهذا يسمح لنا أن نعيد النظر في موروثنا الفكري والتاريخي بسيرورة تجاوزيّة تعلو على الاقتراب التنازعي لفهم التاريخ الذي صار عقيدة لدى البعض يستمد منها شرعية فكره ويقرأ بها الاجتهادات والوقائع الامر الذي يدفعنا إلى التنازع على الحقيقة يكفر كل طرف غيره باعتباره من الفئة الضالة الامر الذي يختلف عن التدافع المشروع في اطار الحقيقة باعتبارنا جميعاً نكون الفئة الناجية دون إفراط أو تفريط ومن قال بغير ذلك يكون قد أساء فهم المقصود بالجماعة التي أشار إليها الحديث والتي لا يكون الا مجمل الأمة المستقيمة على التوحيد مع قبول التعدد والاختلاف بين الرؤى والاتجاهات على أرضية المرجعية الإسلامية الجامعة ومن ذلك نتأكد بأن الجماعة هي الأمة أو السواد الاعظم من الأمة والجماعات الموجود لا تستند في تأسيسها إلى نصوص إلا على سبيل الاستئناس، واستنادها الاساس للنصوص العامّة التي تحض على البر والتقوى وتنهى عن الفشل والتنازع وفي هذا السياق علينا جميعاً أن نسعى بكل طاقاتنا للتعاون والتكامل والتعاضد والابتعاد كل البعد عن التقاتل والتنازع والتخاصم. ايها الاخوة، إن التفكير والنظر أصبح واجباً يفرض على العقل المسلم تبين سبل استكمال المشروع الحضاري اللازم لتحقيق شروط الخيريّة وصولاً للاستخلاف في الارض والشهادة على