أولاً: تحديد المفاهيم وتحرير المصطلحات يقال إن الحكم على الشيء فرع من تصوره، وتأسيساً على تلك القاعدة فإذا كان التصور حيال أمر ما خاطئا أو منحرفا، فإن الحكم عليه بالضرورة سيكون كذلك… ومن هنا تبدو الحاجة ملحة إلى تحديد دقيق لمصطلحات ومفاهيم استعملت في الهجوم الذي يتعرض له الإسلام اليوم ويأتي مصطلح أو مفهوم الإرهاب في مقدمة تلك المفاهيم الذي لازال يتخذ ذريعة بحق وبغير حق في التدخل في شؤون الدول والجماعات الإسلامية، ولذلك فما لم يحدد مفهوم الإرهاب تحديدا يضع خطوطاً واضحة بينه كظاهرة إجرامية ندينها جميعاً ونتبرأ من مرتكبيها وبين الدفاع المشروع عن النفس والأرض والعرض، وهو الأمر المقدس الذي نقره وندعمه والذي تقره وتدعمه كل الديانات والأعراف والمواثيق الدولية إضافة إلى تحديد وتعريف عدد آخر من المصطلحات التي بدأت الإدارة الأمريكية تطلقها جزافا على كل من يخالفها في الرأي أو التوجه، فجعلت للشر محوراً وللمروق كتلة.. قبل أن يتم الاتفاق على ماهية الشر، فما هو الشر؟ وعلى أي شيء يكون المروق!! ثانياً: طي صفحة الماضي وهو أمر وإن كان ضرورياً للحوار يرسم صورة للمستقبل، إلا أنه لا يمكن أن يتم دون تسوية عادلة لكل المظالم المشينة التي حملتها تلك الصفحة، فتعويض الدول التي استعمرت ومساعدتها على محو آثار الاستعمار ودعم خططها التنموية والعمل على إعادة كنوزها الثقافية والتاريخية، والاعتذار الرسمي عن عمليات القتل والنهب إبان الحقب الاستعمارية أمور أساسية للوصول إلى اتفاق على طي صفحة الماضي، وبدون ذلك فستبقى عاملاً أساسياً في تشكيل صورة الغرب في أذهاننا حتى ونحن نحاوره حول المستقبل. ثالثاً: الحل العادل والشامل للصراعات ذات التأثير السلبي المباشر على الحوار الحضاري وإذا كنا نؤكد بأن كل صراع إنساني مهما كانت أسبابه ومساحاته الجغرافية يمثل جرحاً في جسم البشرية تجب مداواته والتقليل من آلامه، إلا أن هناك صراعات لا تحمل بذور تصادم حضاري كبعض الصراعات في افريقيا أو جنوب شرق آسيا على سبيل المثال.. بينما هناك صراعات أخرى تفجرت أصلاً على خلفيات حضارية تاريخية، ولعل الصراع الإسلامي الصهيوني حول فلسطين يتصدر قائمة تلك الصراعات، فلسطين رمز للحضارة العربية