بما يحمله من معان التعاون والتعايش وكل ضروب العمل الإنساني المشترك لما فيه الخير والمنفعة لبني البشر، ذلك بصفة عامة إذ لا يمكننا أن نحصر أهداف الحوار في عدد محدد من القضايا فأهدافه عن الكثرة بحيث يتعذر حصرها، وقد كتب حولها الكثير، غير إننا للتدليل على بعضها يمكن الإشارة إلى الأهداف الواردة في إعلان مبادئ التعاون الثقافي الدولي الصادر عن المؤتمر العام المنظمة اليونسكو لسنة 1996 والذي حدد أهداف الحوار في: 1ـ نشر المعارف وحفز المواهب وإثراء الثقافات. 2- تنمية العلاقات السلمية والصداقة بين الشعوب والوصول إلى جعل كل منها أفضل فهماً لطرائق حياة الشعوب الأخرى. 3 – تمكين كل إنسان من اكتساب المعرفة والمشاركة في التقدم العلمي الذي يحرز في جميع أنحاء العالم والانتفاع بثماره والإسهام من جانبه في إثراء الحياة الثقافية. 4- إبراز الأفكار والقيم التي من شأنها توفير مناخ صداقة وسلام واستبعاد جميع مظاهر العداء في المواقف وفي التعبير عن الآراء. 5- تحسين ظروف الحياة الروحية والوجود المادي للإنسان في جميع أرجاء العالم. أحداث سبتمبر وتأثيراتها على الحوار لقد مثلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر منعطفاً في العلاقة بين بعض القوى السياسية في الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبين المسلمين كأمة وحضارة، ففي الوقت الذي لم تقم أي دولة أو هيئة أو مؤسسة أو حزب إسلامي بتأييد أو بدعم ذلك العمل أو تبنيه أو مباركته، بل إن الصوت الإسلامي كان في مقدمة الأصوات التي أدانت ذلك العمل واعتبرته عملاً إرهابيا أودي بحياة الآلاف من الأبرياء.. شأنه شأن العمل الإرهابي الذي ارتكب في أوكلاهوما قبل ذلك بعدة سنوات، ورأت في مرتكبيه انحرافاً في العقيدة الإسلامية وتناقضاً مع جوهر الدين الإسلامي الحنيف.. وأنهم وحدهم كأفراد يتحملون مسؤولية القناعات التي جرتهم إلى اختيار الموت بهذه الطريقة مع الآلاف من الأبرياء.. إلا أن ردة الفعل الأمريكية الغاضبة لم تستطع أن تدرك تلك الحقيقة إدراكاً يفصل بين الإسلام كعقيدة وبين تصرفات بعض من ينتسبون إليه، فشهدنا عقب تلك الأحداث خلطاً متعمداً لكثير من الأوراق شجعت بعض الأصوات على التجني على الإسلام ذاته واتهامه بأنه يزرع في نفوس الناشئة بذور العنف والتطرف … ورأت بعض الدوائر ذات النفوذ القوي في توجيه السياسة الأمريكية والتي تحمل عداء تاريخياً للإسلام في ذلك