وإلى جانب ذلك النمط من الحوار ظهرت حوارات أخرى «كالحوار العربي الأوروبي» الذي ظهرت الدعوة إليه عقب حرب الأيام الستة خاصة بعد ظهور دعوات عربية لوقف ضخ النفط إلى أوروبا وأمريكا وازدياد أسعاره بدرجة كبيرة عقب حرب رمضان… وكالحوار المتوسطي أو حوار الشمال والجنوب أو لقاء خمسة + خمسة أو ما إلى ذلك من الحوارات التي وإن اختلفت حجم المشاركات فيها إلا أن أهدافها الاقتصادية والسياسية من الجانب الأوروبي كانت واضحة. من الحوار بين الأديان إلى الحوار بين الحضارات وخلال العقدين من الألفية المنصرمة، تطور مفهوم الحوار من الحوار بين الأديان إلى الحوار بين الحضارات والثقافات، وتم التركيز عليه على مستوى عالمي حيث صدرت عن الأمم المتحدة قرارات وتوصيات بهذا الشأن نذكر منها: * قرار رقم 53/22 بتحديد سنة الأمم المتحدة للحوار بين الحضارات صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والخمسين نوفمبر 1998. * قرار رقم 55/23 المعنون: (بسنة الأمم المتحدة للحوار بين الحضارات) والصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة نوفمبر 2000. * الوثيقة العالمية للحوار بين الحضارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر 2001. وقابل ذلك من الجانب الإسلامي عدة بيانات وإعلانات حول الحوار الحضاري والثقافي على المستويين الرسمي والشعبي، فعلى المستوى الحكومي الرسمي يمكن أن يصنف إعلان طهران حول الحوار بين الحضارات الذي أقر إثر اجتماع لممثلي رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في طهران في شهر مايو 1999 بأنه أحدث وثيقة إسلامية رسمية حول الموضوع، أقرت على أعلى مستوى رسمي إسلامي متمثلاً في مؤتمر القمة الإسلامي الثامن، وقد رأيت هنا أهمية أن اثبت المبادئ الأساسية للحوار كما حددها ذلك البيان، ليست فقط لأنها متبناة من أعلى هيئة إسلامية رسمية، بل لأنني رأيت في تلك المبادئ من العمق والشمولية مايجعل الحوار بحق عملاً إنسانيا مثمراً إن بني على هذه المبادئ وتم احترامها من قبل أطراف الحوار، وهي: 1ـ احترام الكرامة الإنسانية بين جميع البشر وعدم التمييز بينهم أياً كان نوع هذا التمييز