الأمريكيين. كما أننا نجد المسؤولين في الحكومة الأمريكية ساهموا بشكل كبير في الحملة الإعلامية على الإسلام وأهله، وهذا ما تطالعنا به وسائل الأعلام بشكل مستمر في تصريحات المسؤولين الأمريكيين التي يفتقر كثير منها إلى الموضوعية ومراعاة الأدب. ومنها على سبيل المثال قيام سناتور أمريكي يدعى غاي غلوديس بتمرير مذكرة مسيئة للإسلام إلى زملائه في مجلس الشيوخ تقول (إن الهجمات الإرهابية يمكن وقفها عبر دفن المتطرفين المسلمين الذي يدانون في أعمال إرهاب مع احشاء الخنازير) جريدة الشرق الأوسط، 29 يونيو 2003م) بالإضافة إلى اتهام الدول الإسلامية بدعم الإرهاب في كل مناسبة من قبل المسؤولين الأمريكيين. ومن الغريب أن التهم الموجهة للأشخاص لا تربط بدياناتهم إلا إذا كانوا مسلمين، أما غير المسلمين فيشار إلى بلدانهم وجنسياتهم. ولاشك أن القصد من ذلك هو وصم الإسلام بالإرهاب. والمتأمل في وسائل الإعلام الأمريكية يرى عدم الموضوعية، والهجوم السافر من قبل تلك الوسائل على الإسلام وأهله، حتى أهل الإنصاف من الأمريكيين أنفسهم. وقد أصبح الأصوليون المسيحيون والجمهورين المتطرفون من الأمريكيين بالإضافة إلى اليهود يحاصرون البيت الأبيض، ويدعمون إسرائيل ويشوهون صورة المسلمين والعرب، ولا أدل على ذلك من قانون الأدلة السرية الذي ابتدعه الأمريكيون لمحاكمة المسلمين من دون وجود أدلة تدينهم. وقد انضم إلى هذه الحملة الإعلامية دول من أوروبا كبريطانيا وفرنسا وروسيا، والمطالع لوسائل الإعلام الأوروبية لا يحتاج إلى كثير عناء لكشف هذه الحملة الغاشمة، خاصة فيما ينشر عن المراكز الإسلامية في الدول الأوروبية، وإيوائها للمتطرفين الإسلاميين، حتى وإن كانوا من خيرة الدعاة. بالإضافة إلى محاربة الأقليات المسلمة في البلاد الغربية والتضييق عليهم وسلبهم حقوقهم والاعتداء الجسدي عليهم في بعض الأحيان. وإن مما يؤسف له أن تشارك في هذه الحملة وسائل الإعلام في الدول الإسلامية، مستغلة أي خطأ يحدث لإلصاق التهم بالإسلاميين، مطالبة بإسكات الأصوات النزيهة وإقصاء الدين، مقللة من خطر الأعداء ومكرهم. ولعل تفجيرات السعودية والمغرب وما صاحبهما في وسائل الإعلام الإسلامية خير شاهد على ذلك.