2 – الحملة الإعلامية بعد أحداث سبتمبر وهي ما يمكن تسميته بالحملة الشعواء الظالمة التي أتت على الأخضر واليابس وكشرت عن أنيابها، وعادت كل ما هو إسلامي، ووصفته بالإرهاب والتطرف والهمجية، ورمته بشتى التهم الباطلة والألفاظ المستهجنة وجلعته العدو الأول والخطر الأعظم الذي يجب مهاجمته من خلال حروب صليبية تزيل الشر وأهله، بل تعدى الأمر إلى اتخاذ خطوات عملية خطيرة تهدد بلاد المسلمين، وقد تمهد لحرب عالمية، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأصبح الكلام عن الإرهاب الإسلامي يذكر في كل نشرة وكل صحيفة وكل مجلة وكل لقاء وكل مناسبة بشكل يومي. وهذا يدل دلالة قاطعة على أن المستهدف الحقيقي من هذه الحملة هو الإسلام وأهله الصادقون وليس الإرهاب. وهذا ما صرح به ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز بقوله: «جميع المسلمين وليس السعودية وحدها مستهدفون في الحملة الإعلامية الغربية». حتى إن بعض المنصفين من الغربيين قد ساءتهم هذه الحملة وردوا عليها من خلال كتاباتهم، يقول مدرس التاريخ الأمريكي السابق والكاتب مارك جلين في مقالته التي نشرت بموقع «أون لاين جورنال» الأمريكي وترجمها موقع «إسلام أون لاين». «أكثر شيء أكرهه في هذه الحقبة الزمنية التي نعيش فيها حالياً، والتي أطلقت عليها (حقبة التاريخ المزيف كالخردة) أن أرى المجتمع الأمريكي وطريقة تفكيره الساذجة تجاه بعض الموضوعات بعينها، نظراً إلى ما يتلقاه يومياً من أكاذيب ملفقة بصورة بارعة ومحترفة، فهل أصبح الشعب الأمريكي طيب النية إلى هذه الدرجة التي يصل فيها حد الاستسلام الكامل لوسائل الإعلام التي تسيطر عليها الحكومة، وللحد الذي يجعلون من تلك الوسائل عقولاً تفكر لهم بالنيابة عن عقولهم الحقيقية. ومن أبرز هذه الموضوعات التي تظهر اختفاء عقول الشعب الأمريكي للأفكار التي تروجها آلة الإعلام الأمريكية ببراعة منذ أحداث 11 سبتمبر عن الإسلام وكونه عدو الحضارة الغربية، حيث إن هذه الحقبة من التاريخ المزيف يعمل على صياغتها بدقة واقتدار عدد من المعماريين والمؤلفين الذين قرروا أن يكون الإسلام والمسلمون هما وسليتهم لتنفيذ أهدافهم من تغييب عقول الشعب الأمريكي، فوسائل الإعلام والحكومة تضع أمامنا يومياً وجبة كاملة من الأكاذيب عن الديانة الإسلامية وتاريخ علاقة الحضارة الإسلامية بالحضارة الغربية،