زمنيتين: 1ـ الحملة الإعلامية قبل أحداث 11 سبتمبر لعل التصنيف الذي كان سائداً قبل أحداث سبتمبر في الحملة الإعلامية هو تقسيم العالم الإسلامي إلى قوى اعتدال، وقوى رفض. فقوى الاعتدال يدخل فيها عدة دول إسلامية بما فيها إسلاميو تلك الدول، وقوى رفض أو قوى إرهابية أو راديكالية يدخل فيها عدة دول إسلامية بما فيها إسلاميو تلك الدول مثل الجماعات الجهادية في الجزائر ومصر، بالإضافة إلى دخول الحركات الجهادية داخل الأرض الفلسطينية المحتلة مثل حماس وغيرها، بل حتى الجمعيات الخارجية التي تدعم الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة. ويؤكد هذا مانقله بول فندلي في كتابه «لا سكوت بعد اليوم» (ص93) عن أمرسون قوله «إن كل المنظمات الإسلامية تقريباً في الولايات المتحدة، التي تعتبر نفسها إسلامية وواقعة في قبضة العناصر الراديكالية يتعاون بعضها مع بعض عبر الدول، فسلسلة الأصوليين الإسلاميين تمتد من القاهرة والخرطوم حتى بروكلين، ومن غزة إلى واشنطن». وعلى الرغم من قولنا بهذا التقسيم فإننا نؤكد أن التغطية الإعلامية الغربية عن الإسلام والمسلمين سيئة ومغرضة حتى قبل أحداث سبتمبر، وهناك أصوات كثيرة كانت تندد بالإسلام وتجعله العدو الأول للغرب. وهذا واضح في كتابات كثير من الغربيين أمثال هانتينغتون وفريدمان، وكذلك زعماء اليهود. يقول الصحفي روبرت فيسك «إن إسرائيل عملت على تشجيع خلق صورة من المطابقة والتماثل بين الإرهاب والإسلام، وذلك عن طريق ربط استخدام الكلمتين معاً في تصريحات زعمائها العلنية» (القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب، د. محمد السلومي، ص 295 ). وكذلك حال القضية الأفغانية التي لم تأل الحكومة الأمريكية في دعمها مادياً ومعنوياً إبان الحرب الأفغانية الروسية وكان الإعلام الأمريكي يصف المجاهدين الأفغان بالأبطال، أما بعد الحرب فقد أصبحوا أهل قتل وسفك دماء وأعداء للسلام والخير. يضاف إلى ذلك تبني الدول الغربية للكتـّاب الذين يسيئون للدين الإسلامي أمثال سلمان رشدي وتسليمه نسرين وغيرهما، وإساءة رجال الدين الغربيين أنفسهم إلى رسول الإسلام محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وإلى القرآن الكريم أمثال بات روبرتسون وفرانكلين غراهام وغيرهما.