الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد.. فقد أصبح من المألوف لدى كل المسلمين وغير المسلمين أن يسمعوا بشكل دائم ما تردده وسائل الإعلام الغربية عن المسلمين من أنهم إرهابيون وهمجيون ومتطرفون ومتآمرون وأعداء للحضارة ومتخلفون، وجميع ما في قاموس الشتائم من تعبيرات. وإذا كان المسلمون يعلمون حقيقة دينهم وما دعا إليه من أخلاق فاضلة ومبادئ عظيمة، فإن كثيراً من غير المسلمين قد وقع في شرك هذه الحملة المضللة، وصدق ما تدعيه، وعادى الإسلام من دون أن يعرف عن حقيقته شيئاً إلاّ ما تردده هذه الوسائل، واستسلم لها استلاماً كاملاً، وجعلها عقلاً تفكر له بالنيابة عن عقله، لما لها من خبرة وباع طويل في تلفيق الأكاذيب بصورة بارعة ومحترفة. وإذا كنا نحن المسلمين جادين وصادقين في الدفاع عن ديننا وقضايانا فلابد لنا من وقفة جادة ورجعة صادقة للوقوف في وجه تلك الحملة الإعلامية المغرضة، من خلال: رصد هذه الحملة، ومعرفة من يشارك فيها، ومن يقف وراءها، ومن المستهدف منها، وأهم أهدافها، وكيف نواجهها.وهذا ما سعيت لبيانه من خلال هذه الدراسة. أولاً: رصد الحملة قبل الحديث عن الحملة الإعلامية ضد الإسلام والمسلمين التي يمارسها الإعلام الغربي وعملائه في العالم الإسلامي، علينا أن ندرك حقيقة أكيدة وهي أن الإعلام المعاصر مكرس منذ بدايته في الدول الغربية والإسلامية لخدمة الغربيين ومبادئهم وأفكارهم ونشر ثقافتهم وتعميم رذائل أخلاقهم، ولا أحد يقول إن إعلامنا – في جملته – يمثل الإسلام أو ينشر أخلاقه وفضائله أو يذيع مبادئه، بل يحاربه بكل الوسائل الإعلامية المتاحة، إلاّ ما رحم ربّك. والحملة الإعلامية ضد الإسلام والمسلمين هي جزء من عمل الإعلام المضلل، ونارها تقوى وتخبو تبعاً لمصالح القوم وخططهم وأهدافهم. وعلى هذا الأساس، يمكن تقسيم الحملة الإعلامية ضد الإسلام والمسلمين إلى فترتين