يستمر وستكون له تداعيات ينبغي التعامل معها عن طريق الحوار.. كما كتب توماس فريدمان مقالا نشرته جريدة الشرق الأوسط في عددها الصادر بتاريخ 23/6/2003 بعنوان «إشتر واحدة وخذ الأخرى مجانا»(!) قال فيه «إن غزو أمريكا للعراق أخذ اثنتين بشراء واحدة». وهو يعنى ـ كما جاء في المقال ـ أن إيران أخذوها ماجانا بغزوهم للعراق.. هكذا يفكرون.. ونراهم يتحرشون بإيران في العلن وخلف الستار.. وقد صرح جون بولتون مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الأمن والتسلح بقوله «إن الولايات المتحدة تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ عمل عسكري ضد إيران بشأن الاتهامات الموجهة لطهران حول تطويرها أسلحة نووية، وأن استخدام القوة المسلحة ضد إيران يجب أن يكون خيارا مطروحا».. كما لم يخف الرئيس جورج بوش أن الولايات المتحدة تشجع المظاهرات في إيران.. وإسرائيل تحرض أمريكا على إيران كما حرضتها على العراق.. فهي تخشى إيران كما كانت تخشى العراق.. والولايات المتحدة تفعل ما تريده إسرائيل وترقص على أنغمامها.. وسوريا خضعت وتخضع لضغوط متزايدة من جانب الولايات المتحدة، ويقول كولن بأول أنها لا تفعل ما فيه الكفاية بالنسبة لما يطلبونه منها!! وقد بدأت لعبة الدومينو تسير سيرها.. وكل البلاد العربية أصبحت في غير مأمن مما يخططونه للمنطقة.. ومن الكلمات المشهورة لكولن بأول أمام لجان المصالح الأمريكية.. قالها علناً ودون مواربة.. والله وحده يعلم ما في جعبتهم.. ولقد شهدت حوارا تلفزيونيا في قناة LBC اللبنانية بين اثنين.. واحد منهما دانيل بايبس وهو باحث في السياسة الخارجية الأمريكية، وكان يتحدث من فيلادلفيا، والثاني هو الدكتور خالد الدخيل أستاذ علم الاجتماع السياسي في المملكة العربية السعودية، وكان ذلك في برنامج «الحدث» الذي تدير الحوار فيه المذيعة شدا عمر.. والذي يعنينا في هذا المقام أن السيد دانيل بايبس ذكر صراحة أن هناك تيارن في الولايات المتحدة إزاء المملكة العربية السعودية.. الأول يتبنى فكرة «ابعاد» النظام الملكي القائم.. وهذه الكلمة أنقلها بنصها، والثاني يتبنى فكرة التعامل مع النظام الملكي وتشجيع هذا النظام على إدخال إصلاحات دستورية بما يحقق الديمقراطية والشفافية في الحكم.. وأنه هو شخصيا يتبنى الرأي الأخير.. هذا نمط مما يدور في أذهان الدوائر الأمريكية تجاه بلد صديق.. فما بالكم لو كان بلدا غير صديق؟! صدام الحضارات تحول للأسف من نظرية إلى تطبيق على أٍض الواقع، وهم يعتبرون ان الإسلام أصبح هو الخصم الذي ينبغي منازلته بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانحسار الشيوعية.. وأنه ينبغي تطويق الإسلام وتطويعه وكسر شوكته.. وفي هذا السياق قال مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا ان الغرب اتخذ أحداث 11 سبتمبر ذريعة للهجوم على المسلمين..