من أشد التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية مع بداية القرن الحادي والعشرين هي الهجمة الشرسة التي ظهرت بوادرها ووضحت نواياها إثر غزو العراق واحتلالها بواسطة دولتين.. واحدة منهما ـ وهي بريطانيا ـ دولة ذات تاريخ عريق في الاحتلال والاستعمار، بحيث كانت توصف بأنها الإمبراطورية التي لا تغيب عن ممتلكاتها الشمس.. والأخرى هي الإمبراطورية العظمى الجديدة والتي لا تنازعها قوة أخرى على وجه الأرض، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، والتي حطت جيوشها على أرض العراق لكي تبقى هناك ما شاءت أن تبقى لتحقيق مآربها التي تتجاوز حدود العراق الجغرافية، لتطويق وتطويع العدو الذي اختارته بعد انهيار الشيوعية – وهو الإسلام والمسلمين – تحت ذريعة محاربة الإرهاب والتطرف.. هذا الاحتلال الذي شرعته الأمم المتحدة ممثلة في مجلس الأمن بقرار رقم 1483 والذي يعطي الولايات المتحدة وبريطانيا غطاءً قانونيا يكون لهما بموجبه حق التصرف في ثروات العراق النفطية وإدارة البلاد إلى حين يكون الشعب العراقي قادرا على حكم نفسه بنفسه..وهذا الحين تقدره الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا.. وكان التقدير المبدئي ستة أشهر زيدت إلى سنتين ثم زيدت مرة أخرى إلى خمس سنوات، ثم رفع الحد الأقصى لإقامة قوات التحالف في العراق، وأصبح إلى حين يكون الشعب العراقي قادرا على أن يحكم نفسه بنفسه.. متى؟‍‍ هذا لا يعلمه إلا علاّم الغيوب.. والى جانب الهيمنة على نفط العراق ذو الاحتياطي الاستراتيجي الذي يعد أكبر احتياطي في العالم، والذي يوفر للولايات المتحدة ميزة إستراتيجية كبرى، ليس أقلها التأثير في أسعار النفط عالميا، وإضعاف منظمة الأوبك. أقول أن ذلك ليس هو الجائزة الوحيدة لاحتلال العراق وإنّما حسب تصريح كولن بأول مؤخرا، فإن التواجد في العراق يضمن أمن إسرائيل وهي ربيبة الولايات المتحدة.. كما أنه بتواجدها في قلب العالم العربي – العراق – أصبحت أمريكا جارة لكل من إيران وسوريا والأردن وتركيا.. والجيرة هي التعبير الذي استخدمه الأمين العام للجامعة العربية في كلمته التي ألقاها أمام المجلس المصري للشؤون الخارجية بتاريخ 18/6/2003 ونشرت مقتطفات منها في جريدة الشرق الأوسط في عددها الصادر بتاريخ 19/6/2003 حيث قال (انه فيما يتعلق بالوضع في العراق فانه لا يوجد ضوء محدد في نهاية النفق نؤسس عليه توقعا واضحا بأن هناك حكومة عراقية قادمة قريبا) إن أمريكا أصبحت موجودة في قلب المنطقة وأن جوارها قد