وتقاطعها مع قيم المجتمع، فإن مجاميع الضغط تلك قد تهدد أساس العملية السياحية وأصلها. إن باتلر (RYAN, 1993, pp.133-136) يحدد ست مراحل عامة لكل منطقة مضيّفة للسياح، منذ انطلاقتها وإلى آخر مصيرها، موضحاً كيفية تطور العلاقة بين السياح والمجتمع المضيّف، والمراحل هي: 1- مرحلة الإكتشاف هذه هي المرحلة التي تبتدأ بها قصة المنطقة السياحية. في هذه المرحلة يدخل المنطقة عدد قليل من السياح غير تابعين لشخص أو مؤسسة معينة في تنظيم برامجهم، ويحاولون التغلغل إلى أعماق ثقافة ذلك المجتمع، والتواصل مع أهاليه. ومن الطبيعي أن تكون لغة هذه المرحلة هي لغة المجتمع المضيّف، وأن تكون ثقافة المجتمع المضيّف من مأكل وملبس وغير ذلك هي المعيار في الإتصال. ويحاول المضيّفون في المقابل أن يبدوا درجة رفيعة من حسن الضّيافة في التعامل مع ضيوفهم الجدد. التأثير والتأثر ضئيل جداً في هذه المرحلة، والتبادل الإقتصادي لا يتجاوز حدود الخردة والتمحور حول الفرد أو العائلة. 2- مرحلة الإتصال والتلاقي مع انطلاقة هذه المرحلة، يزداد عدد السياح شيئاً فشيئاً، ولهذا يفكر أبناء المنطقة بتلبية حاجات السياح وتوفير الإمكانات اللازمة لهم. ومن أول مؤشرات الدخول في هذه المرحلة تخصيص أجزاء من البيوت السكنية للضيوف. في هذه المرحلة لا يزال السائح يبدي ميلاً لأسلوب الحياة المحلية، وتتواصل العلاقة بين الضيف والمضيّف على مستوى عال. وتترك لغة الإتصال في هذه المرحلة مكانها تدريجياً لاستخدام الإشارات والإتصالات الصامتة، أو لطباعة وتوزيع بروشورات على السياح تحتوي على ما يحتاجونه من معلومات أولية، لا سيما على صعيد السكن. وفي المراحل اللاحقة ومع ازدياد تدفق السياح على المنطقة، تتكرس فكرة إحراز واردات مالية عن طريق استقبال السياح، وتتضاعف التسهيلات والإمكانات بما يتناسب وهذه الزيادة. وهذا ما يؤدي بدوره إلى خروج الأنشطة الإقتصادية عن نطاق العائلة، لتتخذ أساليب أوسع كالحصول على قروض أو افتتاح شعب مصرفية في المنطقة.