- الإتصال الصامت أشد رهافة وحساسية وعاطفية من الإتصال الناطق بكثير، ولذا فهو ذو تأثير أكبر وأشد. - إنطلاقاً من الرموز المستخدمة في كلا النوعين من الإتصال، يمكن الإستنتاج أن الإتصال الصامت أكثر عالمية من الإتصال الناطق. إن هذا الإتصال يحدث غالباً على شكل استخدام حركات الجسم، ونوع الملابس، وتعابير الوجه، والتواصل عن طريق العين واللمس والرائحة، واستخدام المكان وتعريف الفواصل، ونوع النظر للوقت وأسلوب استخدام الصمت. (SOMOVAR, 1995, PP. 182-212) وبما أن استخدامنا للإتصال الصامت في علاقاتنا وأنشطتنا اليومية، أكثر بدرجة عالية وبنحو لا شعوري من استعمالنا للإتصالات الناطقة، لذا يمكن عن هذا الطريق أيضاً الخلوص إلى رجحان الإتصال السياحي على الإتصال بواسطة وسائل الإعلام الحديثة. الجدير ذكره في هذا المقام؛ هو أن عملية الإتصال السياحي في حالته الطبيعية، شأنه شأن أي اتصال آخر، ليس بمعزل عن تأثيرات ما يسمى "التشويش". فثمة اختلاف عميق هاهنا بين السائح والمجتمع المضيّف بوصفهما الركنين الأساسيين لهذه العملية. السائح في سفر والمضيّف في حضر، وهو في بيته ووطنه. السائح يمر عادة بفترة استراحة أو عطلة، بينما المضيّف يعيش أوقات عمله وجهده لتوفير مستلزمات حياته اليومية، وفوق هذا وذاك، غالباً ما يكون السائح في السياحة العصرية من بلد غربي، أما المضيّف فهو من مجتمع نام كما يسمى. بما أن السياح يقومون في البلدان المضيّفة بأعمال لا يقومون بها إطلاقاً في بلدانهم، فإن تعذر تعليم هذه الفئة، وضعف الضوابط الملزمة سواءً من قبل البلدان التي ينطلق منها السياح، أو من قبل البلدان التي تستقبلهم، وقد يؤدي إلى مشاكل ثقافية وبيئية وخيمة. أضف إلى ذلك أن عدم رعاية السياح للتعاليم والإلزامات الفقهية لمختلف الأديان والمذاهب في البلدان ذات الطابع الديني، من شأنه التسبب في حوادث تعرض أساس السياحة في تلك البلدان لمخاطر حقيقية. هذه القضايا ومشاكل أخرى مشابهة، أدت بين الفينة والأخرى في عالمنا المعاصر إلى تعالي أصوات معارضة للتنمية السياحية يطلقها المفكرون أو سكان الأصقاع المتمتعة بجماليات سياحية تجتذب إليها وفود السياح من كل أنحاء العالم. وللأسف فإن المداخيل الضخمة التي تعود على البلد من جراء هذه الصناعة، تغري الحكومات أحياناً بانتهاج سياسات لا أبالية فيما يتعلق بالشؤون الأخلاقية والثقافية للسياحة. وهذا ما يفضي بدوره إلى تشكيل مجاميع ضغط مناوئة للسياحة. ونظراً للآثار المخربة لهذا اللون من السياحة على الأطفال والنساء وتنافيها