تقليدية كشفت عن قدراتها على حمل الرسالة الدينية طيلة تأريخ الحضارة الإسلامية، وهي من جهة ثانية وسيلة اتصال حديثة تبدو اليوم أداة مناسبة جداً في يد الحضارة الغربية لتمرير أهداف العولمة. هاتان السمتان تجعلان السياحة سيفاً ذا حدين وجديراً طبعاً أن يكون موضوعاً لدراستنا وبحثنا. وفق التصنيف الدارج لمستويات الإتصال المختلفة، تعد السياحة اتصالاً فردياً مباشراً وشخصياً. ورغم اختلاف آراء ذوي الإختصاص حول تصنيف أنواع الإتصالات وتعاريفها، يمكن القول إجمالاً أن "الإتصال الفردي" في مقابل "الإتصال الذاتي" و"الإتصال العام" هو اتصال شخصين وجهاً لوجه مع بعضهما، أو اتصال شخص مع جماعة محدودة الأفراد، كما يحدث في صفوف الدراسة أو صالات العرض والمسارح. (TNER. 1989, pp. 8-11) الإتصال المباشر والشخصي هو الآخر يصنف بمعنى قريب من التعريف أعلاه، مقابل "الإتصال غير المباشر واللاشخصي"، ومرة أخرى فإن "الإتصال العام" هو أتصال مباشر بلا واسطة بين الشخص الملقي والمتلقي. وقد يكون المتلقي في هذا السنخ من الإتصال فرداً واحداً، وقد يكون عدة أفراد كما في المحاضرات (معتمد نجاد، 1992، ص 61-66). وعلى أية حال، ما يميز الإتصال الفردي والمباشر عن سائر صنوف الإتصال هو عدم وجود أية واسطة أو وسيلة إعلام بين الجانبين. والآن، بالنظر للسياحة كإتصال فردي مباشر، من المناسب التطرق لمكانة هذا الإتصال بين الأنماط الأخرى من الإتصال في العالم المعاصر لتحديد أدائه وقيمته الإتصالاتية. في نظرة أولى لعالم الإتصالات، تبدو الإتصالات العامة (Mass Communication) ووسائل الإعلام العامة (Mass Media) صاحبة حصة الأسد من الإتصالات في الحياة البشرية الراهنة. وبنظرة للجانب الإتصالاتي للسياحة مقارنة بوسائل الإعلام العامة، تطالعنا نقطة على جانب كبير من الأهمية رغم اقتضابها. في غمرة التصاعد المطرد لاختراع وسائل إعلام عامة أكثر حداثة وتطوراً، يبدو أن ولادة كل وسيلة إعلام جديدة ونظراً للخصائص الجديدة التي تحملها، تستلزم أفول وسائل الإعلام السابقة. فظهور التلفاز على سبيل المثال، واحتلاله مكانة خاصة بين وسائل الإعلام العامة، قذف في أذهان البعض نهاية دور منافسيه السابقين؛ المذياع والسينما. لقد تفوق التلفاز على المذياع من حيث عرضه للصورة والحركة، وعلى السينما في إمكانية اقتنائه والإستفادة منه في المنزل وتنوع برامجه وعدم تقيده بأوقات معينة. بيد أن علماء الإتصالات لاحظوا بكل دهشة أن مثل هذا الإنقراض لم يحصل. والسبب هو أن كل وسيلة