التوالي.(1 ) أما حصة صادرات المنتوجات الصناعية من الدول الصناعية إلى دول أخرى صناعية فقد ارتفعت من 30 بالمائة عام 1935 إلى 64 بالمائة عام 1983.(2 ) عقد الثمانينات وحده شهد ارتفاعاً في أرقام الإستثمارات المباشرة في الدول الأجنبية بمقدار ثلاثة مرات تقريباً. وبالإضافة إلى ذلك، غطى هذا الإستثمار مجالات أوسع بكثير من صناعة السلع واستخراج المواد الخام. إن نطاق الإستثمار الخارجي أخذ بالتزايد بمرور الأيام في مختلف المجالات كالمجال المالي والأموال غير المنقولة والتأمين والإعلانات التجارية ووسائل الإعلام العامة. في الحقيقة أن الإستثمار الأجنبي أوجد صدعاً أوسع وأعمق في الدول التابعة أكثر من أي وقت سابق.(3 ) وسجلت الأعوام بين 1983 و1989 ارتفاعاً في مؤشر خروج الإستثمارات باتجاه دول أخرى بمقدار 29 بالمائة سنوياً. لكنه هل يمكن لنا بالرغم من هذه الحقيقة المؤلمة والهوة بين المركز واللواحق والتوابع في النظام الرأسمالي، أن نستنبط من خلال هذه الصلة والعلاقة إلتزاماً بالأسس المعرفية والفلسفية للرأسمالية أي الحداثة حتى في الدول المركزية ؟ إضافة إلى ذلك فإن العالم القائم ينطبق انطلاقاً من الإيمان بضرورة الوجود والحقيقية الغائية للدين مع العولمة الحقيقية الأمر الذي يدعمه حتى تبويب الحضارات الذي أقره هانتينغتون، وهناك مؤشرات موجودة حتى في مركز الرأسمالية تفيد بأن الناس باتوا يبحثون بالتدريج عن الدلائل المنطقية لهذه النزعة الدينية والنزعة المبدئية في المجالات العامة ومواجهة العصرية والعلمانية وبالتالي النظام الرأسمالي، ولعل الترويج لنبذ العرف والميل إلى الرب في مجال العقل والحكمة، والمعنويات في مجال العلاقات الإجتماعية تعكس الحقيقة أعلاه. لذا ومهما بلغ التباعد بين النزعة الدينية والنزعة المبدئية الموجودتين في العالم وبين الرأسمالية وضروراتها ومهما لاحظنا من انعدام الإتساق في العالم دون مبرر وسبب منطقي، إلا أننا نشاهد حالة تدرجية من الإهتمام بتبعات وآثار سلسلة المراتب لهذه المبدئية والتحلي بالوعي في مقبل الحالات غير المتسقة الموجودة. وعلى نحو العموم، يبدو أن العالم القائم يتناغم ويتواءم مع العولمة الحقيقة أكثر مما يتماشى مع الضرورات النظرية والفلسفية للعولمة المصطلح والعقلية الذاتية المحور. إن الحضارات الرئيسة للعالم سواءً كانت الإسلامية أم المسيحية أم الصينية (الكنغفوئية، والتائوئية، والبوذية) أم الهندوسية أم اليابانية (الشينتو، والبوذية، والكنغفوسيوشية)، هي