استطاعت أن تواصل حياتها.(1 ) وطبعاً فإن تدويل الثروة المالية يعد البعد البارز والمميِّز لمسيرة العولمة.(2 ) أما سمير أمين أحد منتقدي عولمة الرأسمالية، فيرى أن الإمبريالية ليست مرحلة من النظام الرأسمالي بل إن الرأسمالية جبلت على النزعة التوسعية منذ البداية. إن التسخير الإمبريالي للكرة الأرضية من قبل الأوروبيين وأبنائهم في أميركا الشمالية قد تم على مرحلتين (النظام الرأسمالي الإنتفاعي، وتدمير حضارات الهنود الحمر وتغيير هويتهم إلى أسبانيين ودينهم إلى المسيحية، ونظام الرأسمالية القائم على الثورة الصناعية ضمن إطار القيادة الإستعمارية لآسيا وأفريقيا)، وهذا النظام ربما يكون اليوم قد دخل المرحلة الثالثة. إننا نشاهد اليوم عمليات الموجة الثالثة من تدمير العالم في إطار النزعة التوسعية للإمبريالية التي تجرأت أكثر بعد انهيار نظام الإتحاد السوفيتي والأنظمة الوطنية-الجماهيرية الشعبية للعالم الثالث. إن أهداف الرأسمالية المهيمنة هي نفسها الأهداف الماضية، أي السيطرة على حركة الأسواق، ونهب المصادر الطبيعية للكرة الأرضية والإستثمار الإستثنائي لاحتياطي العمل في المناطق التابعة. وعلى حد قول سمير أمين فأن حوار الأيديولوجية المعتمد بهدف كسب رضا الناس هو نفسه الكلام القديم لكنه بصورة منمّقة ومرممة، ومصاغ على أساس "مهمة التدخل" ومنه علـى سبيل المثال؛ التدخـل بحجة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والنزعة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، تقوم الولايات المتحدة الأميركية بتنفيذ ستراتيجية منتظمة وحسب مراحل مرسومة الواحدة تلو الأخرى حتى تحقيق هدفها المنشود والمتمثل بتأمين سيادتها المطلقة. هذه الستراتيجية يجري تنفيذها بواسطة استعراض قوة عسكرية تضع كافة شركاء أميركا الآخرين في المثلث (أوروبا الغربية واليابان) خلف هذا البلد وتمنحهم الثقة والوحدة. إن الأيديولوجية الأميركية غلفت وعرضت مخططها الإمبريالي بغلاف المهمة التأريخية للولايات المتحدة. وإلى جانب هذه الأيديولوجية، يتم تعريف السيادة الأميركية على العالم بأنها حنونة ومصدر التطور في مجال الموازين الأخلاقية وأسلوب الديمقراطية، حتى عمد إلى إخراج مصطلحات السيادة الأميركية والسلام العالمي والديمقراطية والتقدم المادي ضمن تركيبة واحدة لا يمكن الفصم بينها.(3 ) ولعل هجوم الرئيس الأميركي على العراق تحت يافطة تحقيق الديمقراطية فيه يمثل مصداقاً بارزاً وعينياً للنزعة السلطوية في النظام الرأسمالي بزعامة أميركا. وكما يلاحظ فإن