القوى الرئيسة للحصول على الأسواق الجديدة والمصادر المتعلقة بالمواد الخام وفرص الإستثمار ومساعيها لبسط نفوذها السياسي والثقافي. كما أن نظرية تحديث النظام العالمي تقوم في الغالب على التمييز بين المجتمعات المتحضرة والتقليدية، وتتمحور فكرة هذه النظرية حول أن التنمية تقوم على أساس القيم والميول ولا علاقة لها بالمصالح المادية والنزعة التوسعية للرأسمالية.(1 ) على أن سر نجاح الأنظمة المتطورة أو الرأسمالية يرتبط بنمط رؤية الناس الثقافية لهذه المجتمعات حيث تقوم بتعزيز النزعة الفردية والجنوح للمغامرة والتحديث والغوص في الأعمال ذات الطابع الدنيوي، والإبتعاد عن نزعة الإلتزام بالمناسك والقضاء والقدر. وعلى عكس "الذهنية التقليدية المتأثرة بالسحر والدين، فإن أذهان المتحضرين متأثرة بالتدبير والتفكير العقلائي والتجارب العلمية".(2 ) ورغم أنه يتم نفي النزعة التوسعية لنظام الرأسمالية أو بعبارة أخرى صلة الخارج (الأجنبي) بتخلف المجتمعات غير النامية في هذه النظرية إلا أنه ينظر للتنمية بأنها مناسبة لأنموذج الرأسمالية بل يعتبر النموذج الوحيد الممكن لتحقيق التنمية. لقد اعتمدت هذه النظرية بمضمونها ذي النزعة التكاملية، التنمية باتجاه واحد وهي ترى أن المجتمعات الرأسمالية تقف على قمة هذه التنمية وينبغي للمجتمعات الأخرى إذا ما أرادت أن تنفض عن نفسها غبار التخلف وتضع قدمها على سلّم التنمية، أن تطوي نفس الطريق الذي طوته من قبل المجتمعات الغربية في إطار منهج التمايز البنيوي وعلم النفس والثقافة ونماذج محصلة المدنية والتغريب والتحول إلى طابع صناعي.(3 ) لذا يمكن بشكل ما ملاحظة الصلة بين النظام العالمي والنظام الرأسمالي في هذه النظرية. يجري الإعتقاد في النظرية الماركسية الحديثة أو التبعية بأن النظام الرأسمالي العالمي يعمل في الغالب وليس على نحو الحصر، وعن طريق الشركات العالمية على إبقاء العالم الثالث يغط في مستنقع التخلف.(4 ) وفي هذه النظرية تكون الإتصالات الخارجية واستثمار الفائض الإقتصادي للدول المتخلفة ذات أثر خاص في تخلف هذه الدول.(5 ) أما فيما يتعلق بالنظرية العالمية المسجلة باسم أمانوئيل فالرشتاين، فقد جرى عرض تفسـير منتظم على أساس تقسيم العمل بين المركز والدول التابعة لها أو الملحقة بها وشبه