المثال، أكبر من كثير من الحكومات وأكثر منها قوة وقدرة. 3: على هذا الأساس، فإن غالبية الدوائر الحكومية التقليدية المسؤولة كالدفاع والإتصالات والإدارة الإقتصادية يجب أن تكون متماشية مع المبادئ الدولية أو متناسقة مع المبادئ المقررة بين الحكومات. 4: من أجل ذلك، تضطر الدول إلى أن تحد من حاكميتها في أطر سياسية أكبر مثل المجتمع الأوروبي وآسيان، أو المعاهدات المتعددة الأطراف كحلف الناتو ومنظمة الأوبك أو المنظمات الدولية كمنظمة الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي. 5: لهذا يجري حالياً تبلور "حاكمية عالمية" بنظام سياسي وإداري خاص يؤدي إلى تناقص قدرة الحكومة. 6: يوفر هذا النظام، أي الحاكمية العالمية الأساس والركيزة لانطلاقة حكومة عالمية ذات قدرة متفوقة عسكرياً وتشريعياً. إن المراحل التي يذهب إليها ديفيد هيلد تنطبق تماماً مع مساعي النظام الرأسمالي وهيمنته وقوته المسيطرة والمتمثل بأميركا التي تحاول إيجاد حكومة دولية تمتاز بالقوة والتفوق العسكري تؤدي إلى قيام حكومة عالمية. 2-4: ماضي العولمة وأسسها المعرفية - الإجتماعية لا ريب أن تأريخ العولمة يرتبط بظهور وتبلور نظام الرأسمالية، ولذا لا يمكن فهم العولمة دون معرفة أسس وجذور وماضي ومتناقضات وإيهامات النظام الرأسمالي. إن أسئلة مثل؛ ما هي الرأسمالية؟ وما أسسها النظرية والإقتصادية على نحو الخصوص؟ وما هي المتناقضات التي تواجهها خلال مسيرة نموها؟ وكيف استطاعت أن تكيِّف نفسها مع هذه المتناقضات عبر إجراء تغيير في بعض مكوناتها وأبعادها؟ وما هي أقسام وأنواع الرأسمالية؟، ليست بالأسئلة التي يمكن الإجابة عليها في مقال واحد بل تحتاج إلى بحث مستقل. أما العلاقة بين العولمة والنظام الرأسمالي فيقرها تقريباً كافة مفكري العولمة سواءً المدافعين عنها أو الناقدين لها. إننا نلاحظ وبنحو ما آثار النظام الرأسمالي في نتاجات كافة المفكرين المشغولين في عملية التنظير للنظام والمجتمع العالمي في إطار نظريات الإمبريالية والإمبريالية الحديثة والتحديث والنزعة التكاملية الحديثة ونظريات الماركسية الحديثة كنظريات التبعية والنظام العالمي ونظرية التقسيم الدولي الجديد للعمل ونظرية أساليب الإنتاج. إن نظرية الإمبريالية أو النزعة الإستعمارية تحاول تبيين وإثبات أن هيكلية المجتمع العصري قائمة على أساس الصراع بين