يستلزم ثبات المجتمع الرأسمالي العالمي وإلى جانب التحول الذي يطال البعد الإقتصادي بصفته العالمية، حصول تحول في النظام السياسي على الصعيد العالمي أيضاً الأمر الذي بات يتحقق في ظل تحجيم دور الحكومات الوطنية. أضف إلى ذلك لا بد من تأمين، عنصر الهيمنة، مهما كانت الوسيلة، لهذا النظام العالمي غير القياسي وغير المتسق، وبما أن أميركا هي المهيمن الحالي على نظام الرأسمالية العالمي فمن الطبيعي أن يجري التلقين بأن القيم الأميركية هي القيم العالمية والمسيطرة والمصيرية المحتمة على البشرية. ومثلما أشرنا فإن المنظمات الدولية تعمل على الصعيد العالمي في خدمة نظام الرأسمالية.. فمثلاً تعد "مجموعة الدول السبع الإقتصادية" واحدة من رموز الإنتاج، فيما يمثل صندوق النقد الدولي الرمز المالي، وينظر لمنظمة التجارة العالمية و"الغات" على أنهما بعدان تجاريان للعولمة. ويستدل فان داربيل على أن طبقة الرأسمالية تعمد في ظل تقدم العولمة إلى إيجاد تحول على الصعيد الدولي وعبر ثلاثة مراحل: 1- حصول هذه الطبقة على وعي طبقي. 2- تتخذ هذه الطبقة هيكلية شبه رسمية للسيطرة في المستوى الدول، كما هو الحال مع منظمة الأمم المتحدة التي جعلت العالم مكاناً آمناً للرأسمالية وذلك بالإعتماد على قوة أميركا. 3- هذه الطبقة تجعل اليد العاملة اجتماعية كي يمكن بواسطتها وضع حدود لأجواء الإقتصاد الدولي. والحقيقة أن هذا الأمر يتحقق بتدويل التجارة والإستثمار والإنتاج الذي يقسم العالم إلى دول مستثمِرة وأخرى مستثمَرة.(1 ) 2-3: مراحل العولمة حسب تفسير روبرتسون الذي يعد من السباقين لمشروع العولمة، فإن تأريخ العولمة يعود إلى ظهور الرأسمالية. وعموماً فهو يعتبر أن مسيرة العولمة تتمثل في سلسلة مرتبطة من خمس مراحل هي:(2 ) 1: المرحلة الإبتدائية (أوروبا 1400-1750).. نلاحظ في هذه المرحلة؛ تفكيك الكنيسة، وظهور المجتمعات التي تديرها الحكومات، وكذلك الكنيسة الكاثوليكية العالمية، والتعميمات الخاصة بالبشرية والفرد وأول نماذج لخارطة الكرة الأرضية والتقويم العالمي للغرب والإكتشافات العالمية وظاهرة الإستعمار.