منظمة أو حكومة أو طبقة على المصالح العالمية، علماً أن نجاح النظام غير منفصم عن نجاح الحكومة. لقد كانت بريطانيا في القرن التاسع عشر صاحبة الهيمنة الرأسمالية العالمية فيما حطت هذه الهيمنة في رحال أميركا في القرن العشرين.(1 ) 2-2: مكونات وأبعاد العولمة فريق المفكرين الذي لا يعتبر العولمة محصورة في بعدها الإتصالاتي والمعلوماتي وينظر للعولمة بأنها نظام اجتماعي، يورد منهجاً نظرياً لمكوناتها. لقد تعرفنا في قسم تعريف العولمة على منهجية لزلي اسكلير حيث وإلى جانب التأكيد على بعدها الإقتصادي، إعتبر على نحو العموم أن المكونات الإقتصادية-التجارية، والسياسية-الطبقية، والثقافية-الإستهلاكية للعولمة بمثابة نشاطات ومنهجيات سلوكية دولية. في حين ينبغي اعتبار هذا التصنيف مجرد مكونات اقتصادية للعولمة، إذ انخرطت فيه المكونات السياسية والثقافية في إطار المكونات الإقتصادية حتى صارت كافة المكونات التي يعنى بها إسكلير ذات صبغة اقتصادية. على كل حال، سواءً التفت منظرو العولمة للأمر أم لم يلتفتوا، فإننا لا يمكننا أن نغفل عن الأبعاد الثقافية والسياسية للعولمة وإن كان القطاعان يتمتعان باستقلال نسبي. واحد آخر من المفكرين ممن حاول أن يتعاطى مع العولمة بمثابة نظـام اجتماعي، مانوئيـل كاستلز وذلك في كتابيه "مدينة المعلومات" و"العصر المعلوماتي"، علماً أن هذا الشخص ماركسي المذهب وله قيوده النظرية وأكد على البعد الإقتصادي العالمي. رغم أن البعد الإقتصادي العالمي، وكما أشرنا سالفاً، هو الطاغي على العولمة لكنه لا ينبغي أن يجرَّ إلى تجاهل باقي مستويات النظام الإجتماعي. على كل حال، فيما يتعلق بالبعد الإقتصادي للعولمة أو حسب ما يعبر عنه كاستلز بالعصر الإتصالاتي الذي هو بمثابة نظام إجتماعي، يعتبر هذا العصر مثلثاً تمثل أبعاده الإجتماعية والإقتصادية والفنية أضلاعه الثلاثة. فالبعد الإجتماعي لهذا العصر يتمثل بالرأسمالية بما فيها من متناقضات وإيهامات بالإضافة إلى العلاقات الإجتماعية ومنهجية الإنتاج. البعد الإقتصادي يعنى بالنزعة المعلوماتية بصفتها أسلوباً جديداً للتنمية، ومنهجية الإنتاج فيه تعتمد في الغالب وخلافاً لباقي أساليب الإنتاج، على الأدوات الخفيفة لا الثقيلة. أي أن البلد الذي ينتج معلومات أكثر وقادر على اكتساب معلومات أكثر يكون قادراً بشكل أكبر على طي مراحل النمو. أما البعد الفني فيعنى بتقنية المعلومات(2 )، وهذا البعد يعتبره بعض مفكري العولمة هو الأساس خلال تعريفهم لها.