بمسائل من قبيل عولمة الثروة ومكافحة الطبقية أو الأيديولوجية المنبثقة عن منح الأولوية للإتصالات في المقارنة مع القوة.(1 ) بالإضافة إلى برتون، حاولت مجموعة في أميركا الشمالية أن تسجل لنفسها حضوراً واضحاً في إحلال النموذج القائم على "العلاقات الإقليمية والدولية" المتمحورة حول التعاملات والمنظمات الإقليمية والدولية محل أنموذج الحكومة-المحور، علماً أن هذه المجموعة كانت تعتبر أن محاولتها تجد مصداقيتها في مفهوم "المجتمع ذي الصبغة الدولية" لرايمون آرون. على كل حال، يعتقد إسكلير بأن موضوع العلاقات الدولية لا يزال يتكأ على نموذج الحكومة-المحور ذلك أن بنود ومقومات هذه الفكرة تحددها الحكومات بصفتها أهم عوامل الفعل في النظام العالمي.(2 ) وضمن النظرة الماركسية؛ وعلى خلاف الماركسيين المعاصرين، لا يعتبر الماركسيون الكلاسيكيون الحكومة أهم عوامل الفعل في النظام العالمي، فهؤلاء يرون أن النظام العالمي ما هو في الواقع إلا نظام الرأسمالية العالمي وأن الطبقات الثرية هي أهم عوامل الفعل وهي تتسنم مقاليد السلطة في الدول. إسكلير يرى أن منهجيات الحكومة-المحور، والعلاقات الدولية، والماركسية الحديثة تسد الطريق على باقي مسارات النظام والمجتمع العالمي. ويتلخص جهده إلى جانب المساعي أعلاه في عرض مفهوم للنظام العالمي قائم على "لتطبيق أوسع من القطر"، وهذا المفهوم يطال المستويات الثلاثة؛ الإقتصادية والسياسية والثقافية-الأيديولوجية. أما في النظام الرأسمالي العالمي فالشركات الإقليمية والدولية تمثل المراكز الرئيسة للنشاط الإقتصادي الدولي، كما أن الطبقة الرأسمالية الدولية هي المحور في النشاط السياسي الدولي فيما الثقافة والأيديولوجية الإستهلاكية تجسد المركز الرئيس للأنشطة الثقافية الأيديولوجية الإقليمية والدوليـة. حينمـا نبتـاع السـلع المستوردة، نكون قد انخرطنا في السلوك الإقتصادي العالمي. حينما ندلي برأينا بتأثر من أشخاص لهم مصالح إقليمية ودولية أو نحظى بدعم ما، نكون قد ولجنا عملاً سياسياً تتخطى مساحته نطاق القطر. حينما نستشعر الحاجة لنتاج عالمي، نكون قد دخلنا في عمل ثقافي-أيديولوجي ذي صبغة عالمية. على العموم يجب الإلتفات إلى أن التعاطي بصبغته العالمية يتجسد معناه فقط في مجال النظام العالمي الذي يتسم بتباينات شديدة. بعبارة أخرى فإن أهم السلع الإقتصادية والسياسية والثقافية-الأيديولوجية تقع تحت سيطرة وتصرف مجموعة صغيرة في عدد محدود نسبياً من دول العالم. إن مفهوم "السيطرة" هو أفضل تعبير لوصف عدم التقارن هذا في النظام العالمي الذي يمكن فيه أن تتغلب مصالح شخص واحد أو