المجازية، يتم تنظيم المكان من خلال الزمان. الأمر الذي ذهب إليه أيضاً ماك لوهان عبر طرحه لفكرة القرية العالمية.(1 ) بعبارة أخرى، فإن الزمان والمكان لم يكونا بعدين توأمين فضلاً عن أن الزمان استطـاع أن يتخطى القيود المكانية والمسافات. ومن بين التعاريف المختلفة للعولمة، يبدو أن هناك تعاريف متشابهة لواترز ورابرتسون تعتبر جيدة للإنطلاق.. إستناداً لتعريف واترز فإن "العولمة محصلة اجتماعية تتلاشى فيها القيود والحدود الجغرافية التي ألقت بظلالها على العلاقات الإجتماعية والثقافية، وفي ظلها يطلع الناس أكثر فأكثر عن تبدد هذه القيود".(2 ) وانطلاقاً من تعريف روبرتسون الذي له قصب السبق في تعريف العولمة؛ "إن عولمة وكوكبية العالم مفهوم يشير إلى تراكم العالم من جهة وإلى مضاعفة الوعي بشأن العالم ككل من جهة أخرى وإلى التبعية المتبادلة في الساحة العالمية من جهة ثالثة فضلاً عن الإطلاع عن الوحدة العالمية".(3 ) من سمات تعريف روبرتسون التأكيد على النظرة إلى العالم كوحدة غير مجزأة والتبعية المتبادلة على الصعيد العالمي. لذا وبصرف النظر عن إمكانية الوجود والأسس لهذه العولمة، يبدو أن من المساعي المبذولة في هذا المضمار والرامية إلى عرض صورة عن وحدة عالمية وإظهار الموضوع على شكل نظرية تحظى بأهمية أكبر من تلك التي عملت على تصوير العولمة في إطار العلاقات الدولية، والظاهر أن المساعي من النمط الثاني لم تأت بشيء جديد. لذا ينبغي في تعريف العولمة وفهم عناصرها ومكوناتها الإهتمام بتلك المجموعة من الجهود التي تعتبر العالم وتعقيداته وتبعيته المتبادلة كوحدة واحدة. لقد حاول لزلي اسكلير في كتابه "علم اجتماع النظام العالمي" وإلى جانب الإشارة إلى المفكرين الذين سبقوه في الإهتمام بهذا الأمر، حاول عرض تفسيره للنظام العالمي.. إسكلير إعتبر أن من أولى المساعي التي بذلت في إحلال المجتمع العالمي محل العلاقات الدولية تعود إلى جون برتون الذي كان يذهب في ظل اهتمامه بالعلم والتقنية والصناعة والقيم العالمية إلى أن عالم القرن العشرين يختلف عن العصور السابقة. لذا فإن التخيل والوهم الجغرافي للدول يجب أن يتخلى عن مكانه لصورة أداء ومنهجيات الأنظمة. بحسب تفسير برتون "يبدو أن المجتمع العالمي يعيش مرحلة انتقالية إذ ليس هناك لا عالم مؤلف من الدول ولا عالم مؤلف من الأنظمة". وبالرغم من الإشادة بموقف برتون، إلا أن إسكلير يعمد إلى نقد برتون بسبب قلة اهتمامه