الفضيلة، ونشر الوعي، والانتقال خطوة نحو الكمال والإصلاح. خامساً: تحدي العلمانية والتيارات اللادينية (العلمانية) هذا المصطلح الذي تحول في عالمنا الحاضر من مجرد رؤية فكرية إلى منهج حياة تتبناه العديد من الأنظمة والشعوب، بل اتسعت رقعة تطبيق العلمانية لتصبح شبه قانون تريد أقلية تسيطر على مقاليد القرار في العالم فرضه كنمط شامل للإنسانية جمعاء، ولم تسلم الأمة الإسلامية من هذا التحدي الفكري والسياسي. وفي هذا الإطار فإن الأقليات الإسلامية في الغرب تواجه تحديات أكبر لأنها تعايش النمط العلماني. وتعيش باعتبارها مجتمعاً إسلامياً له ملامحه الخاصة في محيط غير إسلامي وسواء أكانت هذه الأقلية المسلمة متمتعة في البلد الذي تعيش فيه بحقوق المواطنة دون تمييز أو اضطهاد، وبالحريات والحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية، أو كان مركزها في المجتمع مركز الأقلية المضطهدة أو المستضعفة أو المحرومة أو غير المرغوب في وجودها. والمتتبع لتطور الفكرة العلمانية وخلفياتها الأيديولوجية والتاريخية، يلاحظ أن النشأة كانت في ظل توتر كبير بين الكنيسة والحياة العامة وبالتحديد الدولة. ولم يكن الإسلام والمسلمين طرفاً في ذلك التوتر والصراع بين الدين والدولة في يوم من الأيام، وإنّما هي أمراض الحضارة والمجتمعات الغربية. لقد تزامن الضغط النفسي على المسلمين المقيمين في بلاد الغرب مع بداية صحوة في صفوف هؤلاء، وبداية وعي بهويتهم وثقافتهم وعودة إلى دينهم.. ومن ذلك (الحجاب الإسلامي) بدأ في الانتشار، ليميز المرأة المسلمة عن غيرها، كما أن المساجد تكتظ بالمصلين يوم الجمعة والأعياد وكثر التعلق بالآداب الإسلامية والتحري في أكل اللحم الحلال، وعقد المؤتمرات الكبيرة، وتزايد الجمعيات الثقافية. وأمام هذه الظاهرة أصبحت العلمانية سلاحاً مشهوراً ضد مظاهر الصحوة الإسلامية، وأصبح التعليم هو ميدان الصراع الرئيسي. سادساً: تحدي مواجهة آلة الإعلام الغربي والمفهوم الحديث لصراع الحضارات منذ أن نشر صموئيل هانتغتون كتاب (صدام الحضارات) كتب آلاف المقالات تناقش هذا