والميول تتفق في الكثير من مظاهرها مع واقع الهيمنة للحضارة الغربية المعاصرة على الكثير من بلدان عالمنا الإسلامي. هذا الواقع يتمثل في القوانين الوضعية، والمناهج التربوية، والكثير من أوجه الفكر والثقافة وآداب السلوك، والعادات والتقاليد. إن الحضارة الغربية المعاصرة هي إحدى حلقات التراكم المعرفي والقيمي والإنساني، ويفرض علينا فقه وراثة الأرض بما ينفع الناس أن نحلل الغرب بحضارته وإنسانه وعلومه وتقنياته فالغرب ليس كتلة صماء.. وليس للمسلمين مشكلة مع إنسان الغرب ولا مع العلوم والمعارف والتكنولوجيا، وإنّما يتحفظ المسلمون تجاه (المشروع الغربي) الساعي إلى الهيمنة وفرض النفوذ والأحادية القطبية. والتحدي الذي يواجه امتنا الإسلامية في المستقبل المنظور هو مدى القدرة على تفكيك عناصر الحياة في المشروع الغربي وإعادة تركيبه من جديد على هدى من الله ورضوان، ووفقاً لقيم وتعاليم الحنيفية السمحاء.. ويفرض علينا هذا التحدي اتخاذ الموقف الوسط بين تيارات انعزالية متطرفة ترفض الغرب كله جملة وتفصيلاً ولا ترى فيه خيراً وبين تيارات اندماجية متطرفة أيضاً تسعى إلى تذويب الهوية والذاتية وتفتح الباب أمام اختراق السيادة.. نحتاج وبشكل عاجل لمنهجية واضحة للتعامل مع الغرب والحضارة الغربية. إن العالم الإسلامي اليوم في حاجة إلى منظمات عالمية تهدف إلى إنتاج الأدب الإسلامي القومي الجديد الذي يعيد الشباب المثقف إلى قوة الإيمان وعزة الإسلام بمعناه الحضاري الواسع من جديد، ويحررهم من ربقة الفلسفات الدخيلة. رابعاً: أخطاء مناهج الإصلاح بالرغم من تحديات الواقع الاجتماعي والفكري والثقافي الجديد، الذي تعيشه امتنا.. وبالرغم من كثافة التيارات والاتجاهات الفاعلة الداعية للتغيير والناشطة في مجالات الإصلاح بجوانبه المختلفة.. إلا أن هناك الكثير من الأخطاء في التقديرات وفي التحليل والتطبيق.. فهناك من يعتقد ويظن أنه يستطيع تغيير هذا الواقع بمجموعة من القوانين.. أو كما يقولون: يمكن تغيير هذا الواقع بجرة قلم وهذا بعيد جداً عن الصواب.. فالإيمان لا يفرض بقانون، نحن نحتاج أولاً إلى وجود الحقيقة الإيمانية في عامة شعوب عالمنا الإسلامي.. ونحتاج إلى غرس