الإنسان. لقد أثيرت هذه الفكرة اليوم لوضع حد لخط الظلم والعداء حيث اعتبرت جذور "الوحشية"(1 ) التي تعود حسب رأي أوبراين(2 ) (1995) بشكل خاص إلى الوحشية التي كانت شائعة في ألمانيا النازية والإتحاد السوفيتي والناجمة عن "محورية الإنسان ومطاليبه" في كافة شؤون الحياة، واحدة من أهم محاور أفكار مرحلة الإنفتاح. وحسب أوبراين فإن جذور الوحشية هذه تعود إلى أمرين: الأول؛ التأثر بنظرية محورية الإنسان الماركسية والاشتراكية الوطنية، والثاني؛ إلى بقاء الإنسان بعيداً عن السنة الإلهية ما أدى إلى حاكمية النزعة الإنسانية العلمانية. أوبراين يخلص إلى القول بأن هذه المسيرة ستقود إلى وقوع أبشع صور الوحشية في المجتمع البشري، ولذا لا بد للإنسان من العودة إلى قانون الطبيعة والضوابط الخلقية والدين، أي الله تعالى. في عالم الإسلام نلاحظ أيضاً ميولاً واسعة وعميقة في مجال الإهتمام بالدين، فالميول الدينية بين أبناء الجيل الثاني وحتى الجيل الثالث للمسلمين المتواجدين في الغرب قوية ومتينة رغم الظروف المتباينة التي يعيشونها من الناحية الثقافية. إن شريحة كبيرة من المسلمين الأوربيين تمتع بروح المقاومة الدينية والحفاظ على الهوية الدينية بصفتها أنموذج مثالي (عاملي، a 2002). لا شك أن هناك أجيال أكثر تمسكاً بالدين ممن سبقوهم بينما يوجد أيضاً أجيال تطوي مسيرة الغربنة أسرع من الغربيين أنفسهم، فهناك نماذج وطنية هجينة(3 ) وغير مستقرة(4 ) تحمل هويات أخرى حيث تؤلف هويات متناثرة في المجتمع الإسلامي. وبالطبع أن مواجهة التكثر الثقافي الناجم عن مجاورة ثقافـات مختلفة عن طريق العولمة تمثل أحد أسباب هذا التناثر الإجتماعي، لكنه يمكن القول بأن أكثر سكان العالم الإسلامي تنظيماً هم ذوو النزعة الدينية الذين اكتسبوا دافع المقاومة من خلال محورية المنظمات والدينية وعلماء الدين. وبعبارة أخرى فإنه لا معنى للمقاومة في مجتمع ديني لكنه في المجتمعات التي تعيش زوالاً لتعاليم الدين تأخذ المقاومة طابعاً أكثر جدية وعمقاً. الإستنتاج: العولمة: إحياء القيم الإلهية المشتركة في العالم تحظى فكرة ضرورة العودة للدين كمسيرة حتمية، باهتمام كافة الزعماء الدينيين والاجتماعيين في العالم الشرقي وكذلك ساسة العالم الغربي(5 ) والمفكرين والعلماء في شتى المجالات. إن خطر العولمة لا ينطلق في الواقع من كونها تقود إلى تحول في الاتصالات وتمهد لوصول شعوب العالم إلى بعضها بشكل أسرع، إذ يمكن توظيف ذلك لتنمية "القيم الفاضلة". من هنا لا بد أن نعرف إن كان هناك تعارض ذاتي وتحد جوهري بين الدين والعولمة؟ أم أنه لا معنى للمقارنة بين الإثنين؟ هنا يجب القول أولاً بأن المراد من المقارنة هو المقارنة النسبية وليس