بشأن نمو وانتشار المادية في العالم وعلى الرغم من النظرة العدوانية(1 ) اتجاه الدين (يورك(2 )، 2001، وب(3 ) 2001)، إلا أن العالم الغربي شهد في نهاية القرن العشرين مساراً "مناهضاً للعلمانية" (كارتر، 2000، مالكوم(4 )، 2001) في المجتمع وعودة من جديد للدين والمعنويات. إن المصطلحات المستخدمة عن العصر الجديد منذ عقد الستينات وحتى يومنا هذا، تحمل في طياتها نوعاً من الميل إلى المعنويات وكأنها استلهمت مفاهيمها من عالم ما وراء الطبيعة والميل إلى الذات والإهتمام بالفلسفة وأدبيات الشرق وقادت إلى استقطاب واستمالة الآلاف من الشعب الأميركي إلى النزعة المثالية (بوكز(5 )، 1997:754). يلاحظ اليوم لدى المفكرين الغربيين وعلى نطاق واسع (ماك لافلين وديفدسون(6 )، 1994:4، روز ريموند(7 )، 2003) وبعد الإرتطام بطرق مسدودة، اهتمام بضرورة السير والسلوك الذاتي والظلمات التي ألقت بظلالها على النفس والروح. والإهتمام بالسياسة المعنوية يمثل بعداً آخر من الطرق المسدودة في عالم المادية ومسارات العودة الجديدة التي تلاحظ جلياً في الغرب مرة أخرى بعد أكثر من ثلاثة قرون قضاها الغرب في علمنة المجالات السياسية. في الحقيقة أن كثيراً من "المحطات" و"الطرق المسدودة" قد جرى تحليلها على أساس الإبتعاد عن الدين فيما الإنطلاقات التالية تعكس ميلاً واسعاً في العودة إلى الدين في مختلف أنحاء العالم. بعض المحققين مثل ستارنس بجرك(8 )، (2000)، يرون بأن دولاً كثيرة بما فيها بينين التي لها ماض شيوعي قد لوحظ فيها وبعد أن تسلم متيو كريكو(9 ) الماركسي في عام 1996 مقاليد السلطة، ونظراً للضرورات الإجتماعية لوحظت عناصر كثيرة من تلك التي تؤلف وجهات النظر والسياسات والإجراءات تحمل طابعاً دينيا مما يعكس جانباً من الميل في العودة إلى الدين. بل يلاحظ اليوم على مقدم الجبهة العصرية والعولمة أي في المجتمعات الغربية ميل لربط الدين مرة أخرى بالعلوم التجريبية في المجالات الطبية والإستلهام من الدين والجوانب المعنوية في المعالجة بصفته "الطبيب البديل" (جيكادا وزملاؤه، 1996، وروي(10 )، 2000). أما العودة إلى النظام البنكي اللاربوي فقد تحول بصفته أقوى صنوف الإقتصاد الإسلامي والأديان الإبراهيمية، إلى حركة جادة لا سيما بين الناشطين الإجتماعيين. هذه النهضة الإجتماعية التي ترى أن كافة المشاكل التي يعاني منها مجتمع اليوم ناجمة عن النظام الإقتصادي القائم على الربح والربا (بيدكاك(11 )، 1992، وكريم(12 )، 1996). اليوم، وضمن تنامي الشعور بضرورة العودة إلى محورية الله تعالى كمسارات جادة للتسيد في العالم وخاصة الغرب، تثار علامات الإستفهام حول أهم متبنيات مرحلة الإنفتاح أي محورية