بين الثقافة المحلية والثقافة الدولية. هذا التناقض يمكن أن يكون ناجماً عن التباين في طبيعة القيم التي نشأ عليها الفرد والمجتمع وانبثقت منها هويته وبين القيم والأفكار التي يواجهها في الأجواء العالمية الجديدة. 3_2: نمو الحركات الدينية: تأسيس معارضة الدين للسلطة العالمية: بزوغ شمس الثورة الإسلامية الإيرانية يعد بروز النزعة الدينية أحد الأصداء المضادة وردود الفعل إزاء العلمانية.. إن من أهم الحركات الإجتماعية والدينية التي قادت إلى ثورة دينية في مرحلة العولمة؛ هي الثورة الإسلامية في إيران حيث كان لها إفرازات كثيرة وواسعة على صعيد المنطقة والعالم الإسلامي بل وكل العالم. فعلى أثر انتصار الثورة الإسلامية ظهرت صور المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان والسودان وأفغانستان ومناطق كثيرة من العالم، حتى صار ذلك الإنتصار منعطفاً ومنطلقاً لنمو مثل هذه المقاومات. وكما قال غيدنز؛ على الرغم من توقعات علماء الإجتماع الكبار مثل كارل ماركس وأميل دوركيم وماكس وبر الذين رسموا صورة لمستقبل العالم قائم على أفول الدين لا سيما في المجالات الإجتماعية، إعتبرت الثورة الإسلامية الإيرانية بصفتها أهم المسارات المعكوسة والمقلوبة للعولمة، عاملاً لتغيير كبير في المجتمع الإيراني ومن ثم في كل العالم الإسلامي، بل ومنطلقاً لإحياء النزعة الدينية في العالم برمته. إن النظريات الثورية المستقاة في الغالب من الثورات الإشتراكية الروسية، 1917 (فيتزباتريك(1 )، 1982)، والصين، (سكوكبل(2 ) 1976)، وفيتنام، 1941_ 1973 (دون(3 )،1972)، كوبا، 1956_ 1958 (آكفيلا(4 )، 1988) أو نيكاراغوا (أكستين(5 )، 1986)، أو أنها كانت انعكاساً للنظرية الماركسية(6 ) للثورة حيث تعتبر الثورة معلولاً للتناقض الطبقي (ديفرفنزو(7 )، 1991)، أو أنه كان يؤكد على أن عدم توازن النظام (نظرية النظام(8 )) يقود إلى ظهور انفجار اجتماعي وثوري. وهناك نظريات أخرى قائمة على نظرية التحديث(9 ) التي ترى أن سبب الثورة هو عدم تماشي الأنظمة السياسية مع مستلزمات المجتمع المتحضر كإيجاد الديمقراطية في المجتمع. في الحقيقة أن هذه النظرية كانت تعتبر الدوافع المكرسة من قبل "مسيرة التحديث" هي السبب في قيام الثورة. النظرية الرابعة التي طرحها سكوكبل (1979) عرفت بـ "النظرية البنيوية"(10 ) التي كانت شبيهة إلى حد ما بنظرية النظام التي ترى أن الثورة سببها عدم فاعلية الأنظمة. إن النظرية البنيوية تعتبر عدم التوازن في الهيكليات والبنيويات الإجتماعية كالهيكلية السياسية والإقتصادية والثقافية هي السبب في قيام الثورة. وكما هو واضح فإن أياً