بمجموعة صغيرة من مسلمي العالم، علماً أن المجموعات الصغيرة والأشخاص الخطرين على اختلاف أديانهم وجنسياتهم وأعراقهم موجودون في سائر أنحاء العالم. رغم أن 11 أيلول استتبعه مشاعر المواساة من قبل العالم كله وخاصة أوروبا لأميركا لكنه مع تصريحات ساسة البيت الأبيض ودق طبول الحرب من الجانب الأميركي، فقدت واشنطن بالتدريج كثيراً ممن كان يحابيها من الأوروبيين. الخطوة التالية لأميركا أحيت بشكل وبآخر العلاقة المتطرفة بين أوروبا وأميركا، إذ أعادت للأذهان ذكريات الحرب العالمية الثانية وصور الروح العنيفة للأميركيين والمستندة للقوة. من هذه الزاوية، ربما أصبح العنوان "العلاقة بين الغرب والعالم غير الغربي" تعبيراً غير دقيق ومن الأفضل أن نبحث العلاقة بين أميركا والعالم غير الأميركي وخاصة العالم الإسلامي. من أجل ذلك، سنتناول بالبحث المنهجيات الدولية للنظام السياسي الأميركي بعد انتهاء الحرب الباردة. المنهجية التي أحيت فكرة "عالم أميركي المحور"، الأيديولوجية التي تحمل الإستبداد في الرأي ومفهوم السلطوية. خلال المرحلة الإنتخابية لبيل كلينتون عام 1992، دارت المواضيع الإنتخابية لكلينتون ورئيس حملته الإنتخابية أل غور حول محور النظام العالم الجديد ومنح المركزية للقوة الأميركية على الصعيد العالمي. وبحجة حماية البيئة وهي مقولة تندرج ضمن حقوق الإنسان ويقبلها كافة المجتمع الإنساني فضلاً عن كونها جزءاً من القيم العالمية المشتركة، أثار أل غور قضية ضرورة الرقابة العالمية بواسطة أميركا، حيث قال في خطاباته التي نشرت فيما بعد على شكل كتاب يحمل عنوان "موازنة الأرض"(1 ): إن تخريب البيئة في أي مكان من الكرة الأرضية هو تخريب لبيئة أميركا، ولذا فنحن مضطرون أن نتحمل مسؤولية احتواء الأرض. وفي الحقيقة أن الرؤى المنطلقة من مفاهيم محورية أميركا والنزعة الأميركية وتقسيم العالم إلى عالم مركز وآخر تابع إنّما ينبثق عن نفس هذه الرؤية التي تعني في الأساس إلى التوسعة الجغرافية والدائرة الجيوسياسية لأميركا. ويتجلى هذا النمط من الرؤى في أفكار ونظريات مجموعة من المفكرين الأميركيين. البعدان الحضاري والثقافي لهانتينغتون(2 ) (1993) في نظرية صراع الحضارات، ونظرية بنيامين بابر(3 ) (1996) بشأن مواجهة الجهاد، وماك دونالد وكذلك فرنسيس فوكوياما(4 ) (1992) حول نهاية التأريخ وآخر إنسان؛ كلها قراءات أخرى للرؤية السلطوية والمحورية المركزية للعالم(5 ) والتي تمثل المركز فيها الثقافة والحضارة الليبرالية الديمقراطية الأميركية الأمر الذي يؤجج الخلاف والتضاد بين "العالم الأميركي" و"العالم المحيط أو التابع"(6 ) الذي يمثل العالم الإسلامي المركز فيه لما يتمتع به من قوة حضارية وسياسية. هذه الرؤية توضح من جهة جدية حالات التضاد وتبيِّن في نفس الوقت أن العالم