2_3: علاقة الغرب بالعالم الإسلامي بعد 11 أيلول مع أن المسلمين في مختلف مناطق أوروبا وأميركا تعرضوا، رغم سياسة التعددية الثقافية المعلنة هناك، لضغوط كبيرة خلال السنوات الماضية وخاصة العقدين الأخيرين وواجهوا أساليب مختلفة من القيود كما في قضية حجاب المرأة المسلمة وتجنب منح المسلمين المشاغل المهمة على الأصعدة الإجتماعية والإقتصادية أو عدم منحهم الحق في إنشاء مدرسة مستقلة بهم أو غياب مشاركة المسلمين في الميادين السياسية؛ إلا أن حادث الحادي عشر من أيلول أسهم في تعقيد الأمور والظروف أكثر فأكثر وخلق في كثير من الحالات أزمة للمسلمين القاطنين في الغرب ورؤية الغربيين لهم. وحتى قبل الحادث المذكور، رغم أن 90 بالمائة من المدارس الفرنسية مثلاً تعود للكاثوليكيين إلا أنه لم تكن هناك ولا مدرسة حكومية واحدة خاصة بالمسلمين. إن في فرنسا عدد كبير من المسلمين الذين هاجروا إليها من المغرب والجزائر وتونس وتركيا ويوغسلافيا وإيران والعراق ورغم أنهم يعتبرون مواطنين وفقاً للقانون الفرنسي لكنهم لايزالون محرومين من كثير من حقوق المواطنية (ليمتش(1 )، 2000). بعد مأساة الحادي عشر من أيلول، تغيرت علاقة الغرب والعالم الإسلامي.. وقد خضعت هذه المسيرة إلى تحليلات متباينة (ملون، 2001، لي(2 )، 2002، نوريس(3 )، 2002، فاكس(4 )، 2001). لقد قام فريق بدراسة الحادث المذكور من زاوية تغيير المخطط الهندسي للعلاقات الدولية (أتزيوني، 2002). فريق آخر اعتبر الحادي عشر من أيلول رمز الأزمة في الديمقراطية وسياسات وخطوات بوش بداية انحدار من الناحية السياسية (كلنر(5 )، 2002)، وفريق ثالث فسر الحادث بأنه نهاية التعاون الدولي والمعاهدات الدولية. خضعت العلاقة بين الغرب والشرق الأوسط والعالم الإسلامي بشكل عام على أساس نظرية صراع الحضارات لهانتينغتون بعد الحادي عشر من أيلول لتحليلات متضادة ومتناقضة.. فاكس (2001) عمد إلى نقد النظرية العامة لتصارع حضارات هانتينغتون وقبل رأيه بشأن التضاد الأساسي والجذري بين الغرب وعالم الإسلام. ملون(6 ) (2001) أكد في معرض نقده لنظرية تصارع الحضارات لهانتينغتون على أن الأخير أسهب إلى حد المغالاة في موضوع التصارع بين الحضارات وخاصة بين الغرب والإسلام. إنه يرى بأن خطأ هانتينغتون يكمن في النظرة من طرف واحد لكل العالم الإسلامي دون التمييز بين الثقافة العامة للدول الإسلامية وبين التيارات الخاصة. وبحسب ملون فإن ما يطلق عليه اليوم بالأصولية الإسلامية لا يمثل بالضرورة العـالم الإسلامي، وعلى فرض جدية مثل هذه الظاهرة وخطرها بالنسبة للغرب فهي ترتبط