الاجتماع لأوربا المحور، بالبحث أحادية السايكولوجية الإجتماعية مع أداء ومنهجية النزعة الأوروبية (الأوربنة). لقد قام بمناقشة وجهة النظر التي حافظت فيها الدوائر التقليدية للعلوم كعلم الإجتماع على مفهوم المحورية الأوروبية. وحسب رؤية ما فوق النزعة الإستعمارية والنزعة البنيوية لعلم الإجتماع وكثير من مجالات العلم لا تزال تعتقد بأن المنهجيات الأحادية والذاتية العرض ناجمة عن المحورية الأوروبية. ومع أن أوروبا اليوم قد خبا بريقها في ظل النزعة الاستثنائية الأميركية، وفي الحقيقة يمثل الإتحاد الأوروبي أحد المسارات الإقليمية للتصدي بقوة للنزعة الاستثنائية الأميركية؛ إلا أنه لا يزال يلاحظ جلياً فكرة النزعة الفوقية لأوروبا في الأنظمة الفكرية والسياسية والاقتصادية. من ذلك يتضح أن أوروبا وأميركا تسيران في خط مشترك على صعيد وجهات النظر المادية وتهميش الدين في نظام إدارة المجتمع والإتجاهين الثقافي والسياسي. ويمكن القول بأن نشر المنهجية الأوروبية تعد بنوع ما تحدياً للأجواء العامة والدينية المحلية. ومن نافلة القول أن إضعاف الدين وخاصة الدين الإسلامي بصفته دين المجتمعات المنافسة، يعد ستراتيجية للعالم الغربي وخاصة أميركا. على أن عملية تضعيف الدين تتم بواسطة "صيغ عينية" و"صيغ فكرية"، حيث يعتمد الأسلوب الأول على إيجاد أنظمة سياسية واجتماعية تعمل على تحجيم موقع ومكانة الدين في دائرة القوى السياسية والإجتماعية، ويحصل هذا الأمر عبر تنمية ودعم مسيرة العولمة وفرض أنظمة سياسية علمانية ليبرالية ديمقراطية على المجتمعات الإسلامية. أما إضعاف الدين عن طريق الصيغ الفكرية فيتمثل في العمل على تغيير نظرة أتباع الأديان والمجتمعات المتمسكة بها إزاء الدين والمؤسسات الدينية. علماً أنه ليس بالضرورة أن يكون تغيير المسار الفكري ذا طبيعة معرفية وسـايكولوجية بل إن التغييرات الفكرية تحصل بأساليب النظام الرأسمالي عن طريق جعل الحياة سلعة (ترنر، 1994). ولعل إعطاء صورة مخيفة ومهولة عن الإسلام والمسـلمين هي أحد النماذج المهمة والمتبعة لزعزعة منزلة الدين في الأذهان وكذلك أحد نماذج النزعة الحصرية. لقد عمدت وسائل الإعلام الغربية إلى استخدام مصطلح "الإسلام الإرهابي أو المرعب"(1 ) انطلاقاً من الرؤية الحصرية وبهدف عرض صورة خاوية وذليلة وضعيفة عن الإسلام والمسملين. وفي معرض تفسيرها للمصاديق المخيفة عن الإسلام والمسلمين، قامت باستخدام مفردات من قبل الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان والتهديد والعنف واستضعاف المرأة أو التخلف والبربرية كلما تطرقوا أو ذكروا مفردتي الإسلام والمسلمين في مقدمة الأخبار والأفلام الوثائقية والروائية لوسائل الإعلام.