البريطانية على العراق وبالطبع فإن تجاهل القرارات والمعاهدات الدولية من قبل الدول الكبرى ليس بالظاهرة الجديدة، وقد وضع ذلك نهاية لأهميتها واتساع نفوذها. الحصرية الأميركية تجلت كـ"قوة صلبة" في الحروب واستخدام أسلحة الدمار الشامل فيمـا ظهرت النزعة الشمولية الأميركية كـ "قوة مرنة" في إطار علمنة الأجواء الدينية وإضعاف القوة الدينية بصفتها "قوة اجتماعية" يمكن أن تكون منطلقاً لصور المقاومة الدينيـة. وبعبارة أخرى، فإن النزعة الشمولية الأميركية تقوم على نوع من كسب عناصر ثقافية تستمد مقوماته من مفهوم "أمركة(1 )" العالم. والظاهر أن القوة المرنة والقوة الصلبة الأميركيتين تمثلان أيديولوجية واحدة تهتم بالمصالح الأميركية في المجال الاقتصادي وفي نفس الوقت في المجالين السياسي والثقافي. وتعمل تقنية الاتصالات العالمية في هذا الإطار كعامل تسهيل وتشديد لهذا المسار. يجب الإلتفات إلى أن المسار الديني يعد خطراً على أميركا فيما لو امتلك القوة الفردية والمؤسساتية والمنظماتية والمدنية والإجتماعية (عاملي، 2003). وبهذه الطريقة جاء التعريف النسبي لـ "محور الشر" للدول المعنية. إن الصبغة القبلية(2 ) للقوة الأميركية قاد بنوع ما إلى طرد وكسب الأعضاء على الصعيد العالمي وفقاً للقيم الأميركية. من جهة أخرى، تم دراسة النزعة المحورية الأوروبية بصفتها رؤية استثنائية مقارنة بالثقافة والحضارة البشرية وبكونها خطراً ومساراً للمحورية الذاتية.. رغم أن المحورية الأوربية تحمل طابعاً معتدلاً لكن بعد السايكولوجية الإجتماعية على الأخص تعرضت لنقد وتحليل واسعين (أمين(3 )، 1989، لوي(4 )، 1995، سعيد(5 )، 1997، ستام(6 )، 1997، دوسل(7 )، 1998، مزروعي(8 )، 1998، هول(9 )، 2001، عاملي(10 )، 1997، 2002). كان للمحورية الأوربية دور مفصلي في تبلور المعارف الحداثوية ونمو أفكار المحورية الأوروبية الحديثة، على أن هذه المنهجية قادت إلى كتابة تأريخ أحادي المحور للعالم سواءً على الصعيد الحضاري أم الجانب الثقافي والعلاقات الإنسانية أو البعدين السياسي والدولي. إنها النظرة التي تقوِّم العالم على أساس الضوابط والمعايير الحداثوية وتقسمه على عالم متخلف وآخر متطور وعلى طريق التطور أو المجتمع التقليدي والمدني. وفي مقال يحمل عنوان "إعترافات النزعة الأوروبية"، يكتب هول بأن "ماكس وبر" أبرز علماء الإجتماع يتحدث عن تفوق الغرب. لكن الحقيقة هي أنه لم تكن أوروبا قبل الثورة الصناعيـة وفي كثير من الأبعاد لتختلف مع مناطق كثيرة من العالم وخاصة آسيا، وأن التباين الراهن ليس بتباين ذاتي وعرقي بل هو تباين ناجم عن التجارب العلمية الجديدة، لكن آثار المنهجية المحورية لأوروبا في الميادين المختلفة تلحظ في النظام الفكري الأوروبي. لقد تناول ماكلنن(11 ) في دراسته حول علم