والنظام السياسي والإجتماعي الغربي المتحضر. على هذا الأساس، فإن التباين الرئيس حسب وجهة نظر كاستلز بين مرحلة العصرية ومرحلة العولمة هو السرعة في التأثير العالمي والصيغة الإستعمارية لبسط الدول الغربية هيمنتها في العالم. إنه يرى أن محصلة العولمة ستقود إلى ولادة محصلة المعالجة الذاتية. إن المحصلة تقود بحد ذاتها وبسبب سايكولوجيتها إلى التلقي والقبول. يقول كاستلز (1997) بأن مؤسسة "سانتافه" التي كانت نادي كبار الفيزيائيين الذين كان هدفهم تعريف الأفكار العلمية ومن بينها العلوم الإجتماعية ضمن معادلة جديدة، إهتمت بجدية بإيجاد "هيكليات المعالجة الذاتية" بصفتها روح الأفعال الإجتماعية الجديدة في الرد على المسار الجديد. إن هيكليات المعالجة الذاتية تولِّد نظاماً تتوالى فيه الخطوات المتوقعة الواحدة تلو الأخرى. لهذا السبب اعتبروا أن العولمة تعد قوة مطواعة في أحد أبعاد (عاملي، 2003)، وأول قضية توضحها العولمة بصفتها محصلة غربنة العالم أو أمركته على النحو الخاص هي كنه العلاقة بين هذا المسار مع الأديان الكبيرة في العالم كالإسلام وأتباعه أي المسلمين. 2_1: النزعة الأميركية الحصرية(1 ) والشمولية(2 ): بيان صورة مخيفة عن الإسلام والمسلمين تعتبر النزعة الأميركية رؤية تذهب إلى تفوق أميركا على العالم كله من الناحيـة الثقافيـة والحضارية والقوة الإقتصادية والسياسية. إن النظرة العالمية للحصرية والشمولية القائمة على النزعة الأميركية المتجذرة في الرؤية الإستثنائية(3 )، إنّما تنطلق من مفهوم المحورية المتفردة والأفضلية في أبعاد العرقية والإقتصاد والقوة والتأريخ والحضارة الأميركية وكذلك الإستخفاف بثقافات وحضارات باقي أمم العالم. تبلورت رؤية النزعة الإستثنائية أولاً في الأدبيات السياسية والثقافية الأميركية ومن ثم في النظرة المحورية الأوروبية. إن دراسة فكرة النزعة الإستثنائية تحتاج إلى مطالعة مستقلة إذ لا يمكن الخوض في تبيين نظريها ومفاهيمها في هذا المقال لكنه يجب الإلتفات إلى أنه وبالرغم من أن النزعة الإستثنائية الأميركية لها جذور عميقة إلا أن العولمة تجعل هذه الفكرة تواجه في أحد الأبعاد فرصاً (أبو رابي(4 )، 1998:27) وتحديات جادة. إن العولمة تعد فرصة لنمو أميركا وذلك من حيث أنها أرضية لازدهار حال الشركات المتعددة الجنسيات وفرض السياسات الأميركية على الأنظمة النقدية والمالية وقوانين الحقوق العالمية وكذلك تنمية النظام السياسي الليبرالي الديمقراطي. ومن جهة أخرى توجد تحديات جادة لأميركا وذلك أن ارتفاع مستوى الوعي العام في العالم ينمِّي وبشكل مطرد مسيرة العولمة المعكوسة والإتجاهات الرافضة لأمركة العالم.