المتبادل والمتزامن (أسئلة وأجوبة) بالمفاهيم المهذبة والمشذبة ومن ثم تنمّي أدوات الكتابة التي كانت في الغالب من طرف واحد وبإقرار وتهذيب من العقل والمنطق وتعرض للقراء النتاجات العلمية _ الثقافية، لكان بإمكانها أيضاً أن تكون مؤثرة فيما يؤمّنه الكتاب من أجوبة للأسئلة التي قد تبرز للقارئ. هذا في حين أن ظهور الوسائل المرئية التي هي وليدة التقنية المذكورة والمتسمة بأداء من جانب واحد وباعتمادها في الغالب على الحس والذوق وافتقارها لعامل الإستدلال قد مهد لأن تصل النتاجات الثقافية من أي منتج كان لكل مستهلك. إن ما يميّز الأدوات الثقافية أي (الكلامية _ المكتوبة والمرئية) عن بعضها الآخر هو أن مقود الأدوات الأولى هو بيد العلماء والفلاسفة وأهل الكلام والقيم في حين أن مقود الأدوات المرئية العالمية حالياً بيد التجار والكسبة الذين كرسوا تلك الأدوات الثقافية لما يؤمّن مصالحهم المادية ووظفوا استثماراتهم لهذا الهدف. ب: المجال العلمي والمعرفي إن ظهور وتبلور الجامعات المجازية واتساع العلاقات العلمية الألكترونية واتساع رقعة إمكانية الإرتباط غير الحضوري بين الأستاذ والطالب وإيجاد الأجواء الديجيتالية للتدريس والتعليم يولد إمكانية عامة من شأنها تمكين كل من يرغب بالدراسة ويمتلك الأهلية الكافية لمواصلة دراسته في جامعة معتبرة من منزله الشخصي عبر مجموعة من الأسلاك، فيطوي المراحل الدراسية تحت أشراف أنسب الأساتذة ممن تعرف عليهم عبر نفس تلك الأسلاك دون أن يتحمل نفقات الذهاب والإياب والتغذية والإقامة في بلد آخر وباقي نفقات التعلم، وبالتالي الحصول على الشهادة في مدة محددة ومناسبة. نعم، كل هذه الأمور تحصل أمام شاشة جهاز الحاسوب الشخصي في منزله. تتجلى أهمية التطور في مجال العلوم الإنسانية وخاصة في علم الإقتصاد، أكثر حينما نعلم أنه يجري ضمن محصلة العولمة التي يتم فيها إنتاج السلع حسب مواصفات ومقاييس السوق العالمية واستهلاكها ضمن نفس تلك المقاييس العالمية ؛ في حين الإستثمار في الصناعات من هذا النمط يستلزم حصول تطور أساس في المضمون الأصلي لعلم الإقتصاد أيضاً. وفي هذا الإطار العلمي الجديد، سيتم تعريف الإدارة العلمية للإقتصاد العالمي كما ستواجه آلية توظيف أدوات التخطيط