لم أجد ضرورة للتفصيل، ولكني أوردت أكبرها وأخطرها لأهميتها من ناحية ولإمكان السيطرة عليها وإمكانية مواجهتها من ناحية أخرى. وربما كانت الإضافة الحقيقية في هذا الاستقصاء أنه يقدم دراسة تحليلية لطبيعة السنن الربانية، التي تحكم كل صغيرة وكبيرة في هذا الوجود وربطها بالتحديات الماثلة اليوم والمتوقعة في المستقبل القريب. أهم التحديات ها نحن نجابه الواقع الأليم الذي نعيشه، ولا يحتاج منا إلى كثير شرح وبيان. والكل منا يحياه ويراه، وإن كان بعضنا أشد أحساسا بوطأته من بعض. الآن نأتي إلى السؤال الذي قدمنا هذه المقدمة الطويلة من أجله: ما هي الأسباب التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه؟ وما هي التحديات الحقيقية التي تواجه عالمنا الإسلامي؟ وكيف الخروج من المشكلات التي تجابه امتنا الإسلامية وتعترض سبيل نهضتها؟ وللجواب على هذه الأسئلة.. نقول: هناك الكثير من التحديات والمشكلات التي تعترض سبيلنا وتحول بيننا وبين الوصول إلى الغايات السامية في وحدة الصف والكلمة والمصير والنهوض الحضاري.. ولكن أهمها ما يلي: أولاً: ضياع الهدف والغاية إن أول أسباب الفشل والضياع الذي أصاب مجتمعنا الإسلامي، وأضعف امتنا وشتت شملها هو ضياع الهدف والغاية التي من أجلها برزت هذه الأمة إلى الوجود.. وكانت خير أمة أخرجت للناس.. فالأمة الإسلامية امة العقيدة، أمة الدعوة، أو بلغة المعاصرين.. أمة الفكرة. والفكرة التي جمعت هذه الأمة ليست فكرة أرضية بشرية، لكنها كلمة إلهية ربانية.. لا إله إلا الله، محمد رسول الله.. كلمة تملأ القلوب والوجدان وتغذي الفكر والعاطفة.. وهي تعني باختصار أن الله خالق هذا الكون ومدبره، وأنه الإله الواحد الذي يجب على جميع الخلائق توحيده وعبادته، وأن كل ما يعبد من دونه باطل، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو المختار المصطفى للدلالة على هذا الرب العظيم، ودعوة الناس جميعاً إلى مرضاته، وتحذير العالمين من مغبة معصيته، وعلى أساسها اجتمع الأسود والأحمر، والعربي والأعجمي.. ونخلص إلى القول أن الأمة الإسلامية تجمعها عقيدة ودعوة قبل أن يجمعها جنس ولون، أو أرض ووطن، أو قوم