دقائق الأمور. وعلى الصعيد الإجتماعي حصلت أيضاً تغييرات ثقافية وحقوقية جمة، منها تحويل الإفرازات الوطنية إلى إفرازات دوليـة، وتبلور الرأسماليـة التجاريـة، والتبادل الإقليمي والدولي، والهجرة، والتجارة والحقوق الدولية، وإلغاء القيود التجارية، وإزالة العقبات التي تعترض المسار الدولي للثروة، ودخول وخروج المصادر الإقتصادية بحرية، وعمليات الدمج الإقتصادي وبالتالي تحويل المعطيات العريضة من " النزعة الوطنية " Nationalization إلى النزعة الدولية Internationalization. بعبارة أقصر ؛ فإن حصول انقلاب في الفنون والمكننة أو نزعة تطويع الآلة في الحياة البشرية ضمن قاعدة أطر في التقنية وحصول انقلاب في الحقوق والليبرالية ضمن قاعدة التغيير الأيديولوجي من المظاهر البارزة للتحول الإجتماعي في القرنين التاسع عشر والعشرين إلى جانب ظهور نظام الرأسمالية. التحول في التقنية إنقلاب في الفنون المكننة تطورات القرنين 19 و20 التحول في الأيديولوجية إنقلاب في الحقوق الليبرالية إن بروز هذه الظواهر والرؤى أوجدت منعطفات في الأحداث الإنسانية _ الإجتماعية، كما أن التعامل والتأثير المتبادل بين العلوم والتقنيات الجديدة من جهة والأيديولوجيات والرؤى العالمية الجديدة من جهة أخرى هي التي تعرض وتصوغ هيكلية الأنظمة الإجتماعية الجديدة والمنطلقات الإجتماعية الحديثة وتفرض تبعاً لذلك الستراتيجيات الحديثة. الهيكليات الجديدة للرأسمالية المتبلورة تحتوي على أنماط جديدة من منتوجات المعامل المستلزمة لظهور نوع من الإشراف والرقابة الإدارية أوالهندسة الإجتماعية الجديدة، الأمر الذي يختلف بوضوح عما كانت عليه في مرحلة الإقتصاد الزراعي. لقد ظهرت أنماط جديدة من منظمات التعاون cooperation في المجال الإقتصادي _ التجاري. كما بان الإهتمام الجاد بعامل الزمن حتى صارت المحاسبة الزمنية بأجزاء الثانية بدل معرفة الوقت استناداً على حركة الشمس (صباحاً وعصراً ومساءً)، هذا فضلاً عن التأكيد بقضايا تقسـيم العمل، ورفع مستوى المهارة والتخصص وكذلك التحلي بالعقلانية القائمة على المحاسبات المنتظمـة والإستفادة الواسعة من العلم. إستطاع النظام الجديد للرأسمالية في نطاق الحقوق والسياسة أن يخرج وبسرعة كبيرة الأنظمة المنافسة كالفاشية والإشتراكية من دائرة المنافسة، لكنه أخذ في نفس الوقت جزء من