أولها: سؤال أساسي وجوهري.. ما هو العالم الإسلامي.. وهل هنالك امة إسلامية بالمعنى الأكاديمي والسياسي لمصطلح الأمة؟ والإجابة على السؤال ليس من نتائج فرضيات هذا البحث، وإنّما جاءت الإجابة من فوق سبع سموات (وإنّ هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون).. ويجدر بنا أن نشير إلى الحقائق التالية: ـ إن المسلمين هم خمس سكان العالم. ـ بلاد المسلمين تفوق مساحتها ربع مساحة الكرة الأرضية بأكملها. ـ العالم الإسلامي هو الأول في إنتاج النفط ومشتقاته وهو السلعة الإستراتيجية الأولى في عالم اليوم.. وكذلك الكثير من المنتجات الزراعية والصناعية الأخرى. تقول الإحصاءات المتوفرة حتى العام 1423 هـ إن العدد الإجمالي لسكان العالم الإسلامي يفوق المليار نسمة بخلاف الأقليات المتفرقة التي تعيش في دول غير إسلامية أو خارج العالم الإسلامي. وتقول الإحصاءات ان ما يزيد عن ثلثي سكان العالم الإسلامي يعيشون في قارة آسيا حتى الآن هي ست وعشرون دولة، ويعيش حوالي أربعمائة مليون نسمة من سكان العالم الإسلامي في قارة افريقيا في ثمان وعشرين دولة مستقلة. فإذا أضفنا إلى سكان العالم الإسلامي، المسلمين المقيمين متفرقين كأقليات في قارات أوروبا والأميركيتين والمناطق الأخرى من العالم وهي أعداد لا يتوافر الإحصاء الدقيق لها حتى الآن، فإنه يمكن ان تصل القوى البشرية لنحو المليار ومائتي مليون مسلم. هذه القوى تمثل نحو خمس سكان الكرة الأرضية.. وهذه القوى يجمعها كلها دين واحد ونسق ثقافي وقيمي واحد ومستقبل وراثة الأرض من بعد الذكر. يملك العالم الإسلامي إمكانيات ضخمة من عناصر القوى الاقتصادية وهي الثروات الزراعية والحيوانية والمعدنية وخامات الصناعة.. وتتضح أهمية هذه الإمكانات الهائلة والطاقات المتوفرة في العالم الإسلامي، خاصة في هذا الموقع الفريد الذي يحتله في قلب العالم إذ يربط بين القارات القديمة الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا بطرق المواصلات البحرية والجوية مع قارات العالم الجديد، فيكاد لا يوجد خط بحري أو جوي في العالم إلا ويمر بالعالم الإسلامي، فهو ملتقى طرق العالم وتجارته. هذه الأهمية القصوى للعالم الإسلامي من حيث الموقع والطرق ووفرة الخامات، هي التي